خبير بيئى: خطة حرمان مصر من مياه النيل ليست جديدة

الأربعاء، 14 يوليو 2010 02:18 م
خبير بيئى: خطة حرمان مصر من مياه النيل ليست جديدة دكتور حمدى هاشم – الخبير البيئى وعضو المجالس المتخصصة
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زالت قضية مياه نهر النيل تطغى على الأحداث السياسية والشعبية فى مصر، فالماء الذى هو "شريان الحياة" يتساوى فى أهميته للصغير والكبير، الغنى والفقير، وفى الوقت الذى تستكمل فيه إسرائيل مشروع قناة جونجلى جنوب السودان بوساطة أوغندية، تعيد إلى الأذهان موقفا ليس بالجديد من دول المنبع الأفريقية، الذى ظهر فى الاتفاقية التى كانت ستجرى بين البرتغال ونجاشى الحبشة منذ القرن ال16، وكانت ترمى إلى نفس الأهداف وهى "حرمان مصر من حقوقها فى مياه النيل".

يقول دكتور حمدى هاشم – الخبير البيئى وعضو المجالس المتخصصة – قائلا "استطاعت البرتغال فى القرن السادس عشر إقناع نجاشى الحبشة بإمكانية تحويل مجرى النهر الكبير ليصب شمال الأرض الحبشية بالبحر الأحمر، لحرمان مصر من المياه وتعطيشها، وكان ذلك بعد أن اكتشفت طريق رأس الرجاء الصالح التى أرادت أن يكون بدلا من طريق التجارة البرى عبر الأراضى المصرية للربط بين الشرق والغرب".

ويضيف هاشم "كانت فكرة البرتغال تعتمد على شق قناة صناعية بين الأودية الموجودة فى المناطق الجبلية ليصب النهر فى البحر الأحمر بهدف كسر شوكة المماليك فى ذلك الوقت، وهو الأمر الذى توافق مع رغبة الحبشة فى حجز مياه النيل، والتى تلاشت أمام زيادة نفوذ الدولة العثمانية، وهو ما يحاكى خطة إسرائيل السرية ذات الوساطة الأوغندية لتوفير 15 مليار متر مكعب من المياه تتقاسم نصفها كل من مصر والسودان بشرط توصيل النصف الآخر إلى إسرائيل مقابل 750 ألف دولار إلى دول منابع النيل".

ويطرح دكتور حمدى تساؤلا "ماذا لو كانت هذه الأفكار القديمة التى أرادتها البرتغال والحبشة تحققت، وتحول النيل إلى بحيرة كبيرة جنوبى مصر والسودان؟" ويجيب قائلا "الإجابة على هذا التساؤل يثير أهمية أن نقوم بترشيد استهلاكنا من النيل فليس معنى وجوده أن نفرط فى استخدامه بلا حدود دون أن نضع قيودا لاستخدامنا".

وأضاف "مصر تستطيع أن تحافظ على موقعها ومكانتها الدولية تحت أى ظروف، الأهم أن تظهر إرادتنا فى التوافق مع الظروف، فعلى الفلاح أن ينهض من كسله الذى كفله وفرة المياه ليأكل أراضيه قبل أن يتعدى عليها سكان الحضر، وعلى الشعب أن يفكر فى الابتعاد عن التركز على مجرى النيل وأقلمة مشروعات التنمية مع الموارد المائية الحالية، وضرورة ترسيخ استهلاك المياه وإعادة استخدامها حسب نوعيتها".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة