اتفق خبراء وقيادات حزبية أن الصفقات السياسية أفسدت الحياة الحزبية، وطالبوا بعقد اجتماع بين السلطة والشعب، معتبرين أن الوطنى استطاع أن يجند أحزاب المعارضة لخدمة وجوده على حساب الديمقراطية وحق الشعب فى اختيار ممثليه.
ووصف ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى الحر ما يحدث فى الحياة الحزبية بأنه مؤامرة على التعددية بدأت منذ عهد السادات، مؤكداً أن الصفقات السياسية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة أفسدت الحياة الحزبية، معتبرا أن الحزب الحاكم هو الذى يحرك ويوجه الأحزاب لمصلحته فقط ومعظمها تدور حول الانتخابات، وآخرها ما حدث فى انتخابات الشورى.
وأوضح قناوى فى ندوة نظمها الحزب مساء أمس بعنوان" الصفقات السياسية وإفساد الحياة الحزبية"، أن الصفقات التى وصفها بالمشبوهة حرمت المواطن من اختيار ممثله فى البرلمان، مشيرا إلى أن الحراك السياسى سوف يؤتى ثماره، وأن الحزب الدستورى منذ تأسيسه ساهم بدور كبير فى الإصلاح السياسى، مضيفا أنه رفض حل الحزب ودمجه فى حزب الوفد لاقتناعه أن التغيير قادم شرط أن يكون منضبطا وفى مصلحة الوطن، معتبرا أن حزب الوفد أصبح يمثل "الديلر" للحزب الوطنى، ومن أراد دخول البرلمان عليه أن يترشح عن طريق الوطنى أو الوفد، قائلا "نحن نتعرض لاحتلال داخلى فى مصر".
ومن جانبه ذكر د.عمار على حسن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن عدم تكافؤ الفرص بين الأحزاب والحزب الحاكم جعلها غير قادرة على المنافسة، معتبرا أن هذا أدى إلى غياب الديمقراطية فى ظل سيطرة الوطنى منفردا وإمساكه بزمام الأمور فى كل شىء.
ورفض حسن فكرة تجميد الأحزاب اعتراضا من أصحابها على فساد الوضع السياسى، مشيرا إلى أن الوطنى استطاع أن يجعل الأحزاب تدور فى فلكه وتتعاون معه فى إفساد الحياة السياسية عن طريق اتفاقيات ليست سليمة، مما جعل أحزاب المعارضة مجرد ترس صغير فى آلة الحزب الكبيرة وتعتمد فى استمرارها على الميزانية المالية التى يخصصها لها.
وذكر حسن أن افتقاد الأحزاب للشعبية جعلها تساعد الحزب الحاكم فى تحقيق ما يريده مهما كان ذلك على حساب حياة ديمقراطية نزيهة أو على حساب إرادة الشعب، وذلك حتى لا تنهار قاعدة الحزب الحاكم المتمثلة فى "الاستقرار والاستمرار".
ولم يرفض حسن الصفقات بين الأحزاب سواء الحاكم أو المعارضة شريطة أن تتم فى العلن ولا تكسر قواعد النظام الديمقراطى، وألا تتم على حساب المصلحة العامة أو انتهاك القوانين، إلا أنه أستدرك بقوله "لكن ما يتم بين الأحزاب والحزب الحاكم أخل بذلك وأفسد الحياة السياسية، والتى لن تتحلى بالديمقراطية إلا إذا حدث فصل بين الحزب والحكومة، وتخلى الرئيس مبارك عن رئاسة الحزب الوطنى.
وقال ناصر أبو على عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع إن الحركات السياسية الاحتجاجية ظهرت لتستر عورات الأحزاب وأصبحت علامة فارقة فى تاريخ العمل السياسى، معترفا بأنه لا توجد حياة حزبية حقيقية وأن العمل الحزبى بعيد منذ 30 عاما، واصفاً الأحزاب القائمة بأنها "ماتت إكلينيكيا" وتلفظ أنفاسها الأخيرة، معترفا أن الصفقات أضعفت الثقة بين المواطنين والأحزاب وأدت لانهيار شعبيتها.
قناوى: صفقات "الوطنى" أفسدت الحياة السياسية فى مصر
الثلاثاء، 13 يوليو 2010 02:24 م