دينا على يكتب: سياسة ماكرة

الثلاثاء، 13 يوليو 2010 10:34 م
دينا على يكتب: سياسة ماكرة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يمكن أن تكون نظرتنا عن المغرب العربى سوى مجموعة من العرب المعلقين بين الهوية العربية التى لا ينتمون إليها والهوية الفرنسية التى لا يصلون إليها.

اللسان دائما ناطق بالفرنسية يتخلله بعض الكلمات العربية المفعمة بحرف القاف والقلب أيضا ناطق بالفرنسية، لا أستطيع أن أنكر أن أنى وقعت فى هذا الفخ ورسمت الصورة النمطية بأنهم أضاعوا ثقافتهم وهويتهم وتعايشوا مع هذا الضياع، وهو الأدهى وبأنهم المسئول الأول والأخير عن هذا الانسلاخ الثقافى التاريخى، وذلك قبل أن أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الأفاضل عقب الاحداث الكروية الغريبة التى حدثت بين مصر والجزائر، وما أن بدأ الحديث إلا وتلقانى بصفعة قوية حين قال: "نحن مقصرون فى حق هؤلاء"!!

لوهلة أفقدنى شعورى المفرط بالقومية العربية وشعورى الزائف أنى كنت واحدة من المهتمين بهذا الوطن المهموم لم أفكر فى الأسباب التى قالها فهو تكلم عن الزيارات الدبلوماسية التى لا تفرق مع المواطن العربى كثيرا!

لكنى تناولتها بمحمل آخر ماذا فعلنا نحن للتصدى للغزو الفرنسى المغرب العربى؟ نعم نحن أكبر دولة عربية ومعقل القومية العربى والهوية الإسلامية والقائد لهذا الوطن المفعول بيه الذى تقع على عاتقه الواجبات والمسئوليات قبل القيادة، ماذا فعل الأزهر الشريف أكبر مؤسسه دينية بما يملك من أمهات الكتب وأعرق المعلمين، المثقفين وأخص القول القوميين الذين يحملون على أكتافهم أحمال الوطن أمام طوفان الفرانكفونية وهو يجتاح مدارس وصحافة وفنون وأسماء شوارع المغرب العربى؟؟

قال لى إن الاستعمار الإنجليزى همه لم الفلوس والاستعمار الفرنسى غاوى لعب بالنفوس وتتجلى هذه الحقيقة فى خطاب شارل ديجول فى الجزائر عندما قال: أعلن أنه بدءا من اليوم تعتبر فرنسا أن فى الجزائر فئة واحدة من السكان فقط تعتبركم كلكم فرنسيين لكم نفس الحقوق وعليكم نفس الواجبات.

وتتبنى فرنسا سياسة طبقتها فى جميع الدول التى استعمرتها وهى سياسة اختراق الهوية ففرنسا اخترقت هوية المغرب العربى من خلال تدنيس التعليم، وهو ملمح خطير فهو من أخرج مجموعة من النخبة المثقفة التى تنتمى لفرنسا أكثر من انتماء الفرنسيين لها وإعلاء قيمة فرنسا واللغة الفرنسية وإبراز فرنسا والفرنسى كنموذج وهذه السياسة الماكرة للأسف ممتدة إلى الآن، المد الفرانكفونى يشجع بشكل مباشر وغير مباشر أى كتاب يخرج للنور باللغة الفرنسية أما الكتب العربية فمصيرها غبار المكتبات!!!

لكننا إلى الآن غارقين فى الصخب السياسى فى المشرق العربى ممزقين بين الحصار فى غزة وتبعات الحرب الأمريكية فى العرق ونسينا أو تناسينا المغرب العربى.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة