أكد عدد من الخبراء على تزايد الفقر فى مصر، وهو ما يزيد من ظواهر العنف والاحتقان الطائفى، وأن الأغنياء هربوا إلى التجمعات السكانية المنعزلة لشعورهم بعدم الأمان.
وأضاف الخبراء أن البحوث العلمية حول الفقر لا يهتم بها صانع القرار، وجاء ذلك خلال المؤتمر العلمى السادس عشر بكلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان: "الإعلام وقضايا الفقر والمهمشين الواقع والتحديات" الذى بدأت أولى جلساته اليوم، الثلاثاء، تحت رعاية الدكتور على مصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، والدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة.
واستشهدت الدكتوره ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، فى بداية كلمتها بمقولة الإمام على رحمه الله "لو كان الفقر رجلا لقتلته"، موضحة انه لا يمكن انحصار الحديث عن الفقر المادى فقط، بل هناك فقر فى انعدام الفرص وعدم تكافؤها، وفقر فى عدم بناء القدرات، لذلك يبرز دور الإعلام فى تناول حقوق المواطنين من المهمشين وذوى الاحتياجات الخاصة، وقضايا الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.
وقالت الدكتوره نجوى كامل، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة: "إن الفقر يؤدى إلى تهميش قطاع كبير من المواطنين، مما يؤدى إلى انتشار ظاهرة العنف وعدم وجود استقرار سياسى أو آمان اجتماعى".
وقالت الدكتوره رباب الحسينى، مستشار وزير التضامن: "إن الوزارة استهدفت خلال الفترة الماضية الأسر الأولى بالرعاية"، مؤكدة على دور الإعلام فى عمل رسالة تنموية، وفى أن يشعر الفقراء أنهم لا يستجدون، بل إنهم يطالبون بحقوقهم.
ومن جهتها قالت الدكتوره عواطف عبد الرحمن، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة: "إن أشد أنواع الفقر فتكا هو الفقر المادى، لأنه يترتب عليه أنواع أخرى من الفقر"، مؤكدة على أن فقر الانتماء يأتى نتيجة عدم حصول المواطن على حقوقه فى السكن والعلاج والمشاركة، ولا يمكن أن ينتمى المواطن لوطنه، إلا إذا شعر بحصوله على حقوقه".
وأضافت الدكتوره عواطف أن نسبة الفقر فى الصعيد تجاوزت الـ 80%، مشيرة إلى أن صناع القرار لا يأخذون بالبحوث العلمية التى يتم إجراؤها، ولا يتم تحويل هذه الأبحاث إلى برامج أو استراتيجيات.
وتم خلال المؤتمر مناقشة 3 سنياروهات لمستقبل الفقر فى مصر، الأول هو استمرار الوضع الراهن مع تخفيف حدة الفقر بواسطة المشروعات التى تقوم بها الحكومة وبعض الروشتات من البنك الدولى، وأوضحت الدكتوره عواطف أن هناك طمأنينة وهمية لدى المهتمين بالفقر، لكن فى حقيقة الأمر هذا الفقر فى تزايد مع استمرار السوق الحرة والخصخصة، والاعتماد على المصادر غير المنتجة مثل قناة السويس والبترول وتحويلات المصريين من الخارج، وأن المؤشرات تدل على تحقق هذا السيناريو، بدليل تصاعد الاحتقان الطائفى وزيادة النمط الاستهلاكى وتدهور الصحة والتعليم، مما أدى للتوصل للسيناريو الثانى، وهو سيناريو القلاع الحصينة نتيجة انعزال الطبقة الغنية جغرافيا فى تجمعات سكنية بعيدة عن الفقراء داخل أسوار عالية وبحراسة مشددة، مما يدل على عدم إحساس الأغنياء بالأمان، أما السيناريو الثالث فهو السوق المقنن أو قيام النخبة بالتغيير عبر الطرق السلمية.
وتدخلت إحدى الطالبات فى الحوار لتعلق على رأى الدكتوره عواطف بقولها: "الأغنياء يعيشون خلف أسوار عازلة، لأنهم يشعرون بعدم النظافة من أفعال الفقراء".
وأضافت الدكتور عواطف أننا أصبحنا ننتمى إلى العالم الرابع، وأنه خلال العشر سنوات الأخيرة ظهر مصطلح الإفقار المتعمد الذى أصاب الطبقة الوسطى، لينتمى عدد من أفرادها إلى الطبقة الفقيرة، موضحة أن المستثمرين الأجانب يأتون إلى الدول الأكثر فقرا بادعاء العمل على التقدم الاقتصادى والرقى، لكن هدفهم هو تحقيق أقصى مستوى من الأرباح على حساب القيم، خاصة إذا تحالف هؤلاء المستثمرون مع الحكومات والمستثمرين المحليين.
وأشار الدكتور محمود علم الدين، رئيس قسم الصحافة بإعلام القاهرة، إلى أن بعض القنوات الخاصة والعربية تناقش مشاكل الفقر فى مصر دون أن تتطرق إلى مناقشته فى هذه الدول العربية، مما يعنى استهداف مصر من جانب هذه القنوات والإساءة للأوضاع المصرية دون المساس بغيرها من الدول العربية الأخرى.
خلال مؤتمر الإعلام وقضايا الفقراء والمهمشين..
خبراء إعلام: تزايد نسبة الفقر فى مصر وراء العنف والطائفية وضعف الانتماء.. والأغنياء سكنوا جزرا منعزلة لشعورهم بعدم الأمان.. وأصبحنا ننتمى إلى العالم الرابع
الثلاثاء، 13 يوليو 2010 05:08 م
أنس الفقى وزير الإعلام المصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة