حمدى رسلان يكتب: حفلات الشيكولاتة

الثلاثاء، 13 يوليو 2010 09:56 م
حمدى رسلان يكتب: حفلات الشيكولاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت فى إحدى الكتب ذات الطابع الدينى قصة حقيقية على لسان راويها ذهلت وأنا أقرأ سطورها .. فكان من الصعب عليا أن أصدقها, ولكن عندما نظرت لواقعنا أيقنت أنها قصة حقيقية 100%
هذه القصة تحكى عن شخصين دعا أحدهما الآخر لحضور حفل لرجل أعمال شهير فى مصر ممن يملكون المال والسلطة والنفوذ معاً.

وقال هذا الداعى لصديقه سترى ما لم تراه طوال عمرك .. سترى عالما آخر غير عالمنا هذا الذى نعيش فيه .. عالم المليونيرات وأصحاب السلطة ومشاهير المجتمع.

فقال الرجل فى حديثه عن تلك الواقعة: فى البداية ترددت فى قبول دعوة صديقى ولكن الفضول جعلنى أقبل تلك الدعوة فعالم المشاهير ملىء بدهاليز وخبايا لم نعرف عنها الكثير.

وعندما جاء المساء وذهبت مع صديقى لمكان الحفل وكان فى حديقة قصر كبير من القصور الفاخرة ووجدته مليئا بالزينة والأنوار والموسيقى الصاخبة وكؤوس الخمر المتناثرة فى كل مكان
وأصحاب البدل السوداء والكروش المنتفخة وأدخنة السيجار الفاخر .. بعض هذه الشخصيات الموجودة كانت من الشخصيات المشهورة الذين نراهم على شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد وبعضهم لم أعرفه.

الحفل إلى هذا الوقت كان طبيعياً كالذى نراه على شاشات التلفزيون والسينما لهذا العالم وهذه الفئة من الناس.
ولكن فى منتصف الحفل تكلم أحد الموجودين فى الميكرفون وأعلن عن بدء مراسم مسابقة الشيكولاته لهذه الليلة, سمعت الجملة ولم أدرك معناها, ففى بداية الأمر تصورت أنهم سيوزعون شيكولاتة من النوع الفاخر على الموجودين بالحفل أو شىء شبيه بهذا.

ولكن حدث شىء لم أكن أتوقعه، فقد خرج من داخل القصر نساء عاريات تماماً لا يكسوا أجسادهن سوى طبقة رقيقة من الشيكولاتة, فاصطففن بجانب بعض وازداد إيقاع الموسيقى الصاخبة التى كانت تملاً المكان قبل خروج تلك الفتيات، وذهب إليهن بعددهن رجال من أصحاب الملايين الموجودين بالحفل، وخلعوا جواكت بدلهم ورموها على الأرض، واقتربوا من الفتيات وأخرجوا ألسنتهم وظلوا يلحسون مسحوق الشيكولاتة من على أجساد تلك الفتيات..

وعندما سألت صديقى عن الذى يحدث أمامى قال لى: هذه مسابقة تقام كل فترة فى قصر أو فيلا واحد من هؤلاء الموجودين حولنا، لإتمام الصفقات التجارية بينهم والترفيه والترويح عنهم، والفائز فى هذه المسابقة هو أول شخص ينتهى من لحس مسحوق الشيكولاتة من على جسد إحدى الفتيات الموجودات، وجائزته هى أن تصبح غنيمته تلك الليلة.

عندما قرأت تلك السطور أصابنى لبعض الوقت الذهول وحالة من الاستغراب وعدم الاستيعاب، ولكن عندما نظرت لواقع حالنا، وكم الفساد الذى نعيش فيه، وهذه الأموال الحرام التى تمتلأ بها جيوب هؤلاء، أيقنت حقيقة كانت غائبة عنى، ألا وهى: أن فساد الذمم من الطبيعى أن يؤدى إلى فساد الأخلاق، وفساد الأخلاق يؤدى إلى الانحلال وفعل المحرمات، وأن هؤلاء المسعورين ما هم إلا كلاب تنهش لحوم بلدنا قبل أن تنهش لحوم تلك الفتيات العاهرات، وأيقنت أكثر من هذه الحقيقة عندما راجعت بعض جرائم رجال الأعمال المشبوهين، الذين جروا وراء مشاهير الفن بأموالهم يمطرونهم بالملايين المسروقة من قوتنا وقوت أولادنا، أو الذين ضبطوا فى أعمال منافية للآداب، أو فى صالات القمار، وهذه الأموال التى تصرف هباء وتتناثر فى الهواء، فهم لم يتعبوا بها، وأتت إليهم على طبق من ذهب، فلماذا لا يصرفوها بتلك الطريقة أو غيرها من الطرق المشبوهة.

وأخيراً وجدت الإجابة على السؤال الذى كان يلاحقنى طوال الفترة السابقة, لماذا وصلنا لهذا الحال من تردى الأوضاع فى بلدنا، فما قرأت عنه فى ذلك الكتاب وما سمعته من روايات أخرى لهؤلاء الفاسدين يكفى لخراب نصف بلاد العالم وليس خراب مصر وحدها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة