تباينت ردود أفعال عدد من النقاد، تجاه تصريحات الروائى جمال الغيطانى والروائى إبراهيم عبد المجيد، والخاصة بجائزة البوكر للرواية العربية، حيث رفض بعض النقاد دعوة المقاطعة التى دعا لها عبد المجيد مشيرين إلى أنه على الرغم من الأقاويل التى تحيط بالجائزة ومدى مصداقيتها إلا أن الجائزة وسيلة هامة لتنشيط حركة الإبداع الروائى العربى، فى حين رأى البعض الآخر أن الجائزة خرجت من نطاق الجوائز "المحترمة" ويحيطها كثير من الغموض لذلك فمن الأفضل مقاطعتها والالتفات للجوائز العربية.
وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، أعتقد أن بعض الملابسات التى أحاطت بجائزة البوكر للرواية العربية فى دورتها الثالثة هى التى أدت إلى هذا الموقف من جانب الغيطانى وعبد المجيد ولكن قبل كل شىء علينا أن نتذكر أن هناك دورتين سابقتين ناجحتين ولم يشهدا أى اعتراضات أو شكوك فى نزاهتهما.
وأضاف حمودة: هناك مبررات تخص الغيطانى وعبد المجيد تجاه الجائزة ومدى مصداقيتها، ولكننى أتصور أن البوكر مثل أى جائزة أخرى يمكن أن تكتسب المزيد من الاحترام بمشاركة المبدعين أنفسهم لأنهم هم الذين يمنحون للجائزة الرقى والاحترام وينبغى على القائمين على الجائزة أن يستفيدوا من تلك الملابسات السلبية وأن يعملوا على وضع هذه الجائزة فى مسارها الصحيح، وأخيرا أنا لا ألوم الغيطانى ولا عبد المجيد على تلك التصريحات، ولكن أتصور أن مقاطعة الجائزة يعنى التخلى عن فرصة مهمة لتنشيط الإبداع الروائى العربى.
وقال الناقد الدكتور عبد الناصر حسن، جائزة البوكر ليست معادية للأخلاق أو الفكر العربى القومى ولا تفتقد التقييم النقدى والإبداعى الحقيقى، وبالتالى فالدعوة لمقاطعتها لا طائل منها إلا إذا كانت دعوة مبررة قائمة على أسس وأسباب منطقية.
وأضاف حسن، على الرغم من كم الانتقادات والهجوم الذى ثار حول الجائزة على مدار دوراتها الثلاثة، إلا أننا ينبغى أن نسأل أنفسنا هل ما ثار حولها صحيح ؟، أقول هذا وأنا لا أعرف القائمين على الجائزة ومعلوماتى عنهم أنهم بضعة أفراد يمنحون الجائزة لمن يرديدون، وأعلم أن الجائزة ليست لها جهة مانحة محددة وليس لها حيثيات أو تاريخ معروف ولكن لا يجوز أن نرفض الجائزة أو نقبلها فى المطلق بدون أسباب واضحة.
كما دعا حسن للالتفات للجوائز العربية مثل جائزة العويس والبابطين وجائزة الشيخ زايد وقال "لماذا نرغب فى مقاطعة تلك الجوائز بينما نلهث وراء جوائز أخرى، وفى الوقت الذى هاجم فيه البعض جابر عصفور، ربما يقومون بقبولها لو عرضت عليهم.
فيما دعا الناقد الدكتور هيثم الحاج إلى تعديل قوانين جائزة البوكر العربية وقال: الجائزة فى حاجة لتعديل شروطها ولوائحها القانوينة، وتحتاج للجنة أمناء واضحة قادرة على رصد المشهد الروائى العربى، وينبغى أن تكون بعيدة عن الاعتبارات المسبقة.
وأضاف: المفاجأة التى فجرتها الدكتورة شيرين أبو النجا باستقالتها من لجنة تحكيم جائزة البوكر العام الماضى أكدت أنه لا يوجد وضوح فى معايير لجنة التحكيم وتتحكم فيهم أهواءهم الى حد كبير، وعلى الرغم من أن الجوائز العربية بها عيوب إلا أنها لم تصل إلى حد عيوب جائزة البوكر والتى ظهرت بكثرة فى دورتها الأخيرة على عكس دورتها الأولى التى فاز فيها الروائى بهاء طاهر وتوقع أن تكون البوكر "نوبل الثانية".
كما أوضح الحاج على أن البوكر العربية لها دور قوى فى وضع الرواية العربية فى المشهد الأدبى العالمى، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم معالجة عيوبها فهو يتفق مع الغيطانى وعبد المجيد فى الدعوة لمقاطعتها.
كان الروائى جمال الغيطانى الذى أكد فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، على رفضه لترشيح دار الشروق لجائزة البوكر عن روايته الصادرة مؤخرًا "من دفتر الإقامة"، مؤكدًا على أن طريقة التحكيم بالبوكر لا تليق بأى كاتب، و"ميصحش الكتّاب يعرضوا نفسهم بالشكل غير اللائق ده، وفى الآخر يلاقوا نفسهم بيتهزأوا، وأنا شخصياً مش عاوز أتهزأ"، ولا يصح للكتّاب الذين بلغوا درجة معينة من النضج أن يدخلوا فى هذا المزاد، ليتم تقييمهم بهذه الطريقة، خصوصا بعدما انكشفت طبيعة لجان التحكيم والطرق التى يحكّمُون بها".
كما دعا الروائى "إبراهيم عبد المجيد" كبار المبدعين والشباب إلى مقاطعة جائزة البوكر، مؤكدًا على أنها جائزة أثبتت فشلها بجدارة، مضيفًا: أنه لا ينبغى أن يضع المبدعون أنفسهم تحت رحمة أعضاء لجنة التحكيم "الهوائيين" الذين أثبتوا عدم مصداقية الجائزة على مدار تاريخها".
ودعا عبد المجيد المبدعين إلى الالتفات والاهتمام بالجوائز العربية، مثل جائزة "نجيب محفوظ"، مؤكدًا على أن جائزة "نجيب محفوظ" أثبتت مصداقيتها فى الوسط الثقافى، وعدم اهتمامها بجنس الكاتب أو بالمحسوبية بقدر اهتمامها بجودة ومعايير العمل الأدبى على عكس جائزة البوكر.
موضوعات متعلقة :
الغيطانى: رفضتُ الترشح للبوكر لأنها دون المستوى
الروائى "إبراهيم عبد المجيد" يدعو لمقاطعة جائزة البوكر
المنسى قنديل يهاجم جائزة "البوكر" ويطعن فى التحكيم
مرتضى منصور يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد البوكر العربية
المبدعون: البوكر جائزة "مُهينة" ولا بد من تجاهلها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة