أكد الدكتور محمد البرادعى، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق،أن مكانته الدولية تحميه من التعرض لمصير أيمن نور، زعيم حزب الغد.
وقال البرادعى، فى حوار أجرته معه مجلة دير شبيجل الألمانية: "إن مصر فى حاجة ملحة للتغيير فى مصر". وأوضح أنه لم يكن ينوى الانخراط فى الحياة السياسية فى مصر، لكنه أثناء زيارته للبلاد فى فبراير الماضى، وجد 1500 شخص محتشدين لاستقباله فى المطار، يضمون كل الأطياف من الطلاب والعمال والكثير من النساء، بعضهن محجبات بل ومنتقبات، وكان البعض ينادى بضرورة التغيير فى البلاد ويطلبون المساعدة. وأوضح البرادعى أنه اهتز من التخلف الموجود فى مصر وتأثر بشكل عميق برغبة الشعب فى التغيير.
ورداً على سؤال حول خوفه من أن يتعرض لمصير أيمن نور الذى سبق وتحدى النظام فى عام 2005، قال البرادعى: "إن بإمكانه أن يعتمد إلى حد ما على حقيقة أن مكانته الدولية تحميه". ويقول: "إنه ليس أمامه أى خيار سوى أن يمضى فى طريقه رغم مخاوف عائلته، فما تشهده مصر الآن يمثل لحظة تاريخية بالنسبة لها".
وعن استخدام البرادعى للإنترنت فى حملته السياسية، قال: "إنه قبل وقت قصير لم يكن يعرف أى شىء عن الفيس بوك أو تويتر، لكنه الآن يستخدم الأساليب الجديد فى جمع أنصاره، مما جعل الأمور تتغير فى مصر".
ويمضى البرادعى فى حواره مع المجلة الألمانية قائلاً: "إن مصر ظلت خاضعة لقانون الطوارئ طوال 30 عاماً، والأجهزة الأمنية قاهرة والشرطة تعمل بشكل تعسفى، الأمر الذى أدى إلى خلق ثقافة الخوف"، مشيرا ً إلى أنه سيقدم كل ما بوسعه ليكون حافزاً للتغيير.
وعن رأيه فى نظام مبارك، قال: "إن الرئيس يحكم بشكل فردى بدون ضوابط أو توازنات، ودون أى اتصال حقيقى مع الشعب، الأمر الذى جعل مصر دولة بوليسية"، وهو ما جعل الدولة تفقد مكانتها ونفوذها بشكل كبير.
أما عن الإخوان المسلمين والحوار معهم، قال البرادعى: "إنه تحدث مع كل ممثلى المعارضة والإخوان محرمون من أن يكون لهم حزب، لكنهم يسيطرون على 20% من مقاعد البرلمان، وهم يتمتعون بالاحترام بسبب نشاطهم الاجتماعى". واعتبر البرادعى أن تصوير الإخوان على أنهم حلفاء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ليس له أى أساس من الصحة.
وأشار إلى أنه ليس من الضرورى أن يكون متفقاً مع أفكارهم المحافظة دينياً، لكنهم جزء من المجتمع ولهم الحق الكامل فى المشاركة فى التنمية، إذا كان ذلك بالوسائل الديمقراطية وبعيداً عن العنف.
وتحدث المدير العام السابق للوكالة الذرية عن تراجع مكانة مصر فى المنطقة مقابل بروز تركيا والسعودية، وقال: "إن السياسة الخارجية لا يمكن أن تكون منفصلة عن الداخلية بعد الآن، فالدولة التى تريد أن يكون لها مكانة دولية يجب أن يكون لديها مجتمع مدنى حر".
واعتبر البرادعى أن اعتماد الغرب على مبارك يمثل معضلة كبيرة، لأن الأول استغل الخوف من الإرهاب الذى يسود الغرب لمنع أى حل ثالث لمصر، غير مبارك أو الإسلاميين، وهو التحول الديمقراطى.
لـ"دير شبيجيل"..
البرادعى : مكانتى الدولية تحمينى من مصير أيمن نور
الثلاثاء، 13 يوليو 2010 06:56 م
جانب من تقرير دير شبيجل الألمانية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة