علاء صادق

إرث المونديال.. الأعظم فى التاريخ

الثلاثاء، 13 يوليو 2010 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا له من نهائى مثير ومستحق لكأس العالم لكرة القدم 2010 بين إسبانيا وهولندا مساء الأحد فى ملعب سوكر سيتى فى جوهانسبرج أمام تسعين ألفا من عشاق اللعبة من كل دول العالم.
المنتخبان المتأهلان إلى المباراة النهائية ليسا هما الأفضل فقط فى النهائيات بل هما الأفضل أيضا فى التصفيات.. ولأن لغة الأرقام واضحة ولا تكذب أبدا.. منتخبا أسبانيا وهولندا هما المنتخبان الوحيدان اللذان عبرا التصفيات دون التفريط فى أى نقطة.. وهو ما يعنى أنهما فازا فى كل مبارياتهما ذهابا وإيابا على كل المنافسين رغم أنهما لعبا فى القارة الأقوى بكل تأكيد وهى أوروبا.
والأمر يحمل لنا رياحا جديدة فى كرة القدم والرياضة.

وهى الرياح التى هبت على البطولة منذ أدوارها الأولى وحتى النهائى.. والعدالة كانت شعارا لكل الأدوار والمجموعات بصعود أحسن 16 منتخبا من الدور الأول حتى ومع خروج منتخبى فرنسا وإيطاليا إلا أنهما لم يقدما شيئا يشفع لهما البقاء فى المسابقة.

والعدالة بقيت فى كل الأدوار وحتى مع حزننا العميق لخروج منتخب غانا فى ربع النهائى أمام أوروجواى بعد إهدار اساموا جيان لركلة جزاء فى الدقيقة الأخيرة من الشوط الرابع فى الوقت الإضافى ثم السقوط بركلات الترجيح إلا أن ما قدمه منتخب أوروجواى فى تلك المباراة من بداية ممتازة وروح قتالية ثم توفيق وثبات فى ركلات الترجيح يمنحها حق التأهل العادل إلى المربع الذهبى.

نترك كل تلك الأمور ونذهب إلى الحلقة الأولى من حلقاتنا فى «اليوم السابع» عن الإرث الرائع لنهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهو من وجهة نظرى الإرث الأكبر فى تاريخ كرة القدم عبر كل نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930 فى أوروجواى.

جنوب أفريقيا نجحت نجاحا فائقا فى تنظيم النهائيات وسط مخاوف هائلة من الجميع قبل انطلاق المسابقة مع تلويحات متكررة عن نقص الأمن وانتشار الجريمة.. وهى الأمور التى ثبت عدم صحتها على الاطلاق وكان مونديال 2010 من أنظف المسابقات الرياضية الكبرى فى التاريخ.
دولة جنوب أفريقيا التى لم تر النور فى العصر الحديث إلا مع مطلع التسعينيات بعد القضاء على أصعب وأخطر أمراض العصر وهو التفرقة العنصرية بين البيض والسود.

دولة جنوب أفريقيا قدمت المونديال الأفضل على مر البطولات سواء على صعيد الملاعب والبنية التحتية والتجهيزات والخدمات للفرق المشاركة والجهات المسؤولة والجماهير الزائرة وكل ما له علاقة بكرة القدم.. ولم نر أو نسمع عن شكوى من ملعب أو لاعب أو مدرب أو حكم أو حتى من متفرج وخرج رجال الإعلام وهم الناقمون الدائمون على أى دولة منظمة فى البطولات العالمية.. خرجوا هذه المرة راضين وبلا نقد أو هجوم على دولة جنوب افريقيا.
وهو الأمر الذى يعطى الفرصة والشجاعة لأى دولة افريقية للتقدم بعد ذلك بجراءة وثقة لتنظيم أكبر المسابقات بين كأس العالم لكرة القدم أو دورات الالعاب الأوليمبية.. والأخيرة لم تدخل أفريقيا حتى الآن رغم انها بدأت عام 1896 فى أثينا وتنقلت بين كل القارات الأخرى وبينها أستراليا ولم تدخل أفريقيا حتى الآن.

وأتمنى أن يكون لمصر سبق الدخول فى معترك استضافة وتنظيم المسابقات الرياضية الكبرى والتى أصبحت شرفا عظيما ومصدرا للفخر والسياحة لأى دولة فى العالم.

جنوب أفريقيا هى الفائز الأكبر والأقوى من المونديال بعد أن أكدت للعالم أنها لا تقل فى أى شىء عن دول أوروبا الكبرى أو عن الولايات المتحدة ودول شرق آسيا الغنية والمتقدمة.
ومن المؤكد أن تكون جنوب افريقيا فى المستقبل القريب مكانا لاستقبال الاحداث العالمية خارج مجال الرياضة بعد أن عرف العالم أنها مقر للأمان وليس العكس.

ويا له من إرث عظيم لها وللقارة.
وجوانب الإرث الرائعة فى مونديال 2010 متنوعة وفريدة وعلى رأسها الجوانب الفنية المتعلقة بكرة القدم مابين خطط جديدة ومهارات فردية وأساليب حديثة وأدوار هامة للمدربين واللاعبين والاخصائيين فى الاعداد النفسى.. والتطور الكبير فى الأسلوب الجماعى دون الاعتماد على نجوم الفريق المشهود لهم بالبراعة الفردية كما كان أيام البرازيلى بيليه والأرجنتينى مارادونا فى الستينيات والثمانينيات.

ولدينا إرث كبير على صعيد التحكيم ما بين الإيمان بالأخطاء البشرية وقبولها واتساع دائرة اختيار الحكام الأكفاء من دول صغرى كرويا مثل الحكم الرائع أرماتوف القادم من أوزباكستان.

والحديث عن الإرث الاعلامى هو الأكبر والأوسع والأهم بعد أن تعلمنا دروسا عظيمة وغزيرة فى التغطية الصحفية لكل كبيرة وصغيرة فى النهائيات دون حرج أو حدود.. وأصبحت الجوانب الاقتصادية فى العمل الإعلامى هى مصدر الاهتمام الأكبر للقنوات والبرامج والصحف والمواقع والصفحات.
أما عن الكاميرات فقد توزعت بعدالة فى المساحة والزمن بين العشب الأخضر والمدرجات الواسعة.
الإرث عملاق ورائع.
ولنا موعد مع حلقة أخرى من إرث المونديال.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة