على الصاوى يكتب: صديقى عمرو

الإثنين، 12 يوليو 2010 07:07 م
على الصاوى يكتب: صديقى عمرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرًا للعلم الوفير الذى يتمتع به.. لموهبته الكبيرة فى قراءة القرآن.. نظرًا للظلم الشديد الذى أحل به فى المجتمع.. فكرت أن أحدثكم اليوم عن صديقى "عمرو".. الذى أصبح لا يتحمل كل ما ألم به من ظلم.

عمرو مواليد سنة 1983.. اهتم والداه منذ صغره بحفظه القرآن، وبالفعل أنعم الله عليه بحفظ كامل القرآن الكريم فى سن الرابعة عشر من عمره.. عمرو أصبح مثل المشاهير داخل محيط المدرسة والبلد التى أسكن فيها فقد كان على مستوى عال من الخلق.. حافظ للقرآن.. صوته جميل وكان يختاره مدير المدرسة دائمًا ليبدأ اليوم الدراسى بتلاوة القرآن أمام الطلبة.

كان صديقى من المتفوقين فى الدراسة حتى أنه حصل على المركز الثانى فى الثانوية العامة ودخل كلية الألسن جامعة عين شمس وتخصص فى اللغة الألمانية..

وبعد مرحلة الكلية أراد والداه أن تكتمل فرحتهم.. فقامت والدته بانتقاء خيرة بنات البلد التى يسكن فيها وبالفعل انتقى منهم فتاة اكتملت فيها صفات الأدب والاحترام.. ولم يكن فى حسبان صديقى أن انتماء والدها لجماعة الإخوان المسلمين سوف يعيقه فى حياته العملية.. فبدأت المضايقات وبدأت الاتهامات لصديقى الذى مل من الأسئلة المستفزة التى توجه إليه من الأمن، ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال: متى بدأت الصلاة؟ متى قمت بإطلاق لحيتك؟

ولم تقتصر الإهانات والمضايقات على ذلك، بل امتدت إلى منعه من الحصول على فرصة عمل (مدرس أزهرى بشهادات القرآن التى حصل عليها) ورغم أنه أخذ موافقة الأزهر عليها.. ورغم أن مرتبها ضعيف جدًا (250 جنيهًا تقريبًا).. إلا أن شبح الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين ظل يطارده، حيث تم تأجيل استلامه تلك الوظيفة حتى الآن رغم معاناته منذ شهور كثيرة.. ورغم أن صديقى لم يجتمع بأى أحد من الإخوان المسلمين إلا أن الصفة (كعضو بالجماعة) التصقت به.

"عمرو" لديه طفلة كالملاك اسمها "سندس" احتفلت منذ أيام بعامها الأول.. ولكى يحسن الاعتناء بطفلته والأسرة اضطر إلى العمل فى بعض الكتاتيب فى القرية وفى بعض المناطق الأخرى.. منتظرًا الانتهاء من السنة الأخيرة بمعهد القراءات الذى يدرس فيه بعض التخصصات فى القرآن.. طامحًا فى الحصول على فرصة عمل تضمن له حياة كريمة (لكن خارج الوطن).. حيث يقدر الآخرون علمه.. ولا يستفزونه بأسئلة مهينة.

صديقى ليس الوحيد الذى يتعامل هذه المعاملة.. فالكثير من الشباب يعيشون فى هذا الوطن ينتظرون اللحظة التى يرحلون فيها بعيدًا (وأنا واحد منهم).. حتى لو كان هذا على حساب حياتهم.. أو على حساب أسرتهم..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة