بتعيد وتزيد فى الحضارات قوم اعمل حاجة وورينا بأه جدك يبنى أهرامات وعيالك يلعبوا فى الطينة....كلمات عبقرية من أغنية مسلسل "يتربى فى عزو و"تجسد المأساة والكارثة اللى بنعيشها. السبب أن ما فيش حد مقدر قيمة اللى فى أيدينا ويقولك يا راجل أحنا مش عايزين وجع دماغ لا تقولى تاريخ ولا جغرافيا أحنا عايزين نعيش النهاردة وكلمنى عن المم. النتيجة أننا بنتسرق فى عز الضهر ..... عارفين من مين؟ من الصهاينة اللى مابيتركوش حاجة للصدفة ومش حيهدلهم بال إلا إذا استولوا على تاريخنا وتراثنا وحياتنا كمان وأحنا بنلعب فى الطينة. الدليل أن إسرائيل بعد انضمامها إلى اتفاقية التراث العالمى عام 1999 ومن ساعتها بتحاول إثبات وجودها بالمنطقة بأى حكاية فعملت ايه؟
طلبت من مركز التراث ضم عدد من المواقع الأثرية داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة ووضعها على القائمة العالمية للتراث... ليه بقى؟ علشان إثبات أحقيتها فى إدارة هذه المواقع إلى الأبد. كمان بيكدبوا على نفسهم وولادهم من خلال المناهج التعليمية الخاصة بمدينة القدس اللى بتلغى الوجود التاريخى العربى والإسلامى فى المدينة المقدسة، واعتبارها مدينة يهودية خالصة. المشكلة أنهم يرون أن كل المعابد والكنائس والمساجد أماكن أثرية أبدية يهودية، بنى عليها المسيحيون والمسلمون آثارهم وتاريخهم كما هو الحال بالنسبة للحرم القدسى الشريف.
طب عارفين عملت أيه معانا؟ حقولكم... فى ذكرى يوم القدس وإحياء نكبة 1967 اللى طبعا بيعتبروه انتصارا لهم …اختار مصممو الأزياء فى إسرائيل إعادة تصميمات بن يوسف للزى الشعبى لبدو سيناء وتطريزه من جديد لـ"مواكبة الموضة العالمية". وسوقوها على أنها صناعة يهودية أصيلة من تراث مدينة القدس. وبخطة شيطانية جهنمية تستخدم الألة الإعلامية الرهيبة اللى بيملكها الصهاينة نشرت الكذبة فى الصحف والفضائيات العالمية بصور لنساء إسرائيليات يرتدين نفس زى البدويات التقليدى على أنه من التاريخ الإسرائيلى . القصة وما فيها أن مصممة الأزياء الإسرائيلية الراحلة روزى بن يوسف زارت مدينة العريش فى شبه جزيرة سيناء بعد أشهر معدودة من النكسة ... ليه بقى؟ علشان تقلد ملابس بدو سيناء وتطرزه بشكل عصرى وتنسجه بطراز بدوى من الرقبة إلى أسفل الجسد ثم سوقته للعالم على أنه موديلات إسرائيلية أصيلة صممتها بنفسها .على طول روج لها منتجوها فى بيوت الأزياء العالمية وقتها بحجة بناء "جسر للسلام بين اليهود والعرب فى الحدود الجديدة" التى احتلتها إسرائيل عام 1967. صحيفة معاريف قالت على لسان المصممة الإسرائيلية فى آخر حديث لها قبل أسابيع من رحيلها "يجب أن نبنى علاقات مع العرب، من دون أن يشعروا بأننا نستغلهم. “دلوقتى مش بيتكلموا عن السلام وجسوره وإنما على أن ده تراثهم وحقهم وتاريخهم .كمان كشف موقع القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلى عن المستور من الخطط الشيطانية للتقليل من أهمية وقيمة الأهرامات المصرية فعملوا أيه؟ قامت إسرائيل منذ سنوات بإنشاء هرم على نفس تصميم الأهرامات المصرية فى مدينة إيلات . الهرم أزرق يحاكى فى تصميمه شكل الهرم المصرى، يقع فى وسط إيلات يعنى لا يبعد كثيرا عن الحدود المصرية. الهرم ده موجود فى قلب المدينة أمام الفنادق وبجوار المركز التجارى وبداخله دار للعرض السينمائى بشاشة ضخمة بارتفاع 8 طوابق وتعرض أفلام مختلفة . زيادة فى الإغراء وطبخ الحكاية تقدم للزائرين نظارات خاصة لكى يعيشوا تجربة بناة الهرم ليه بقى؟ عشان يثبتوا للعالم كله أن اليهود هم الأصل وهم اللى بنو الأهرامات .عمرهم ما تعبوا من محاولتهم الدائمة للتقليل من شأن تراث مصر الحضارى.
الدليل أن القناة ادعت إن المصريين ليسوا فقط الشعب اللى بيمتلك أهرامات لكن الولايات المتحدة والصين وروما برضه فيها أهرامات على نفس الطراز المعمارى المصرى .شفتوا أحنا بننسرق ازاى ومحدش بيرد أو يتحرك وكأن ده تاريخ أو آثار بلد تانى مش بلدنا .طب فاكرين سرقة الملوخية بعد أن ادعى اليابانيون اختراعها ونهبوا فكرتها وقاموا بتسجيلها كاختراع يابانى لتصبح الأحق بحقوق ملكيتها الفكرية ضاربة عرض الحائط بالتاريخ والواقع والآثار اللى بتسجل حكاية الملوخية كغذاء وطبقاً مفضلاً لملوك مصر القديمة وكانوا يطلقون عليها "الملوكية" وبمرور الزمن تحولت إلى وجبة مفضلة للفقراء وأطلقوا عليها الملوخية وأحنا عمالين نلعب فى الطين.
* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة