لا.. أنا لست زوزو وبالطبع أنت ليس الجميل حسين فهمى.. إذن ما المراد من هذا السؤال الخزعبلى؟
إذا فكرت فى السؤال بشكل سطحى تجد أنى أبحث لنفسى عن أصدقاء جدد وذلك بسؤالهم عن هويتهم, ولكن المغزى الأعمق لهذا السؤال هو إكسابك أنت عزيزى القارئ صديقا جديدا اسمه "نفسك".. نعم صدقنى إذا فكرت لمجرد لحظات ستجد أنك لا تعرف نفسك حق معرفتها.
وقد اكتشفت الغربة بينى وبين نفسى عند تساؤل بعض أسئلة, مثل ما أكثر ما تحبين؟ ماذا يثير غضبك؟
ما الكلمة التى تحبين سماعها؟ ما الصوت المفضل لديك؟... ومن أمثالها كثير
البعض سيدور فى خلده أنى أسخر منه وأدعّى أنى لم أستطع الإجابة عن تلك الأسئلة البسيطة، ولكن صدقا يا أخى إنها تساؤلات ليست هينة والجواب عليها يجعلك حائرا بين أشياء عدة تختار منها ما يصلح لكل سؤال, وهنا يكمن معنى (من أنت) حيث ينكشف الستار الذى تركته منسدلا على نفسك وقتا طويلا فأنت ملازم لها أبد الدهر ولا تعرف دخائلها وإلا ما جعلك تبدو وكانك طالب وجه إليه سؤال وإجابته من بين اختيارات قريبة الشبه وعليه أن ينتقى منها ما يرضيه.
إن المرء الذى يدرك طبيعة نفسه هو من يسأل عنها فيجيب بدون أدنى تفكير أو تردد وبذا يكون قد ملكها للأبد فتظل له طوعا وتحت إمرته يهمس لها بطلب فينفذ على الفور كما يثنى عليها إذا وجد منها ما يسره حتى لا تكنّ له بأى جحود فتبدأ بالتمرد على سيدها فيعيش صراعات داخلية تحطمه نفسيا لذا يجب على كل فرد أن يحاول الوصول إلى قرارة نفسه ليفهمها فيدللها حينا ويقسو عليها حينا أخرى وكأنما هى ابنته الصغيرة لتبقى جاريته المطيعة طوال حياته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة