ذكر تقرير جديد لمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "إيرين" حول عمالة الأطفال أنه ما زال هناك عدد كبير من الأطفال الذى يعملون فى مصر، بالرغم من توقيع مصر على اتفاقية منظمة العمل الدولية 138 التى تحدد الحد الأدنى لسن العمل والاتفاقية 182 بشأن أسوأ أشكال عمالة الأطفال.
كشفت تقارير ميدانية تم إجراؤه عام 2001 بتفويض من "المجلس القومى للطفولة والأمومة" و"الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء" أن ما يقرب من 2.7 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و14 عاماً أى 21% من جميع الأطفال فى هذه الفئة العمرية يقومون بالعمل.
ونقل التقرير عن "نهاد جوهر" مسئولة حماية الطفل فى منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسف" فى مصر، إلقائها باللوم فى هذه الظاهرة على الفقر وانعدام الوعى والانقطاع عن المدارس بسبب العنف أو عجز الآباء عن دفع المصاريف المدرسية، فضلاً عن ثقافة تقبل عمالة الأطفال، مطالبةً بالمزيد من الجهود لإدماج الأطفال الذين تم تخليصهم من براثين العمل فى المدارس، ومشيرة إلى أنّه فى حال تعذر ذلك يجب التركيز على قوانين أكثر صرامة فيما يخص صحة وسلامة هؤلاء الأطفال فى العمل.
وأضافت جوهر أن معظم عمالة الأطفال تتركز فى الورش الصغيرة أو فى أماكن أخرى فى القطاع غير الرسمى، حيث لا تتوفر لديهم تدابير الصحة والسلامة المهنية.
واتخذ التقرير "أحمد رمضان" البالغ من العمر 13 عاماً كعينة للبحث، حيث يعمل 11 ساعة يومياً فى مخبز يقع فى حى "خربة خير الله" الفقير فى القاهرة.
ونقل التقرير عن رمضان قوله إنّه يتعامل مع آلات خطرة ويتعرض لحرارة الفرن الشديدة ويعانى من معاملة سيئة من قِبَل رب العمل، وأضاف رمضان أنّه يستيقظ كل صباح فى الساعة السادسة ويقوم بالإسراع والهرولة إلى المخبز ليحصل على فرصة للعمل به فى ذلك اليوم، وذلك لأن المخبز يتعامل مع أربعة أطفال، ولا يقبل سوى أول الواصلين كل يوم. ولفت رمضان إلى أنّه إذا تمكن من الوصول أولاً، فإنه يجنى 15 جنيهاً فى اليوم تذهب لمساعدة أسرته على دفع الإيجار وفواتير الماء والكهرباء.
ويختار التقرير عينة أخرى للبحث "طارق السيد" الذى يعمل نجاراً منذ ثلاث سنوات ويتطلب معظم العمل الذى يقوم به استخدام منشار كهربائى.
ونقل التقرير عن السيد قوله: "أعمل 12 ساعة فى اليوم وأكسب 30 جنيهاً فى الأسبوع".
وأضاف التقرير أنّ أحمد وطارق قد حصلا على فرصة جديدة بفضل منظمة "بلان إيجيبت" وهى منظمة غير حكومية تابعة لمنظمة "بلان إنترناشيونال" المعنية بقضايا تنمية الطفل، والتى منحتهما ثلاثة أشهر من التدريب المهنى لرفع مستوى وعيهما بقضايا الصحة والسلامة.
من جهة أخرى قالت "جاسانت إبراهيم" مستشارة حقوق الطفل فى منظمة بلان إيجيبت عن دور منظمتها فى هذا المجال أنّ الهدف الرئيسى يكمن فى عودة الأطفال إلى المدارس، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، أما إذا كان الطفل بحاجة ماسة للعمل بسبب الفقر الشديد، فالمنظمة تقوم بالعمل مع أصحاب الورش والأمهات لضمان حماية الأطفال فى بيئة العمل المحيطة بهم، مضيفة أنّ التحدى الرئيسى يتمثل فى إقناع أرباب العمل بالسماح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة، فضلاً عن تغيير معتقدات وعقليات الآباء والأمهات الذين يرغم بعضهم أطفاله على العمل بهدف المساعدة فى إعالة الأسرة.
تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً..
تقرير للأمم المتحدة: 2.7 مليون طفل مصرى يعملون بـ"الورش"
الخميس، 01 يوليو 2010 05:51 م