المؤكد أن خبر فسخ التعاقد بين الأهلى وجمال حمزة كان مفاجأة مدوية غير عادية.. لأن الصفقة لم تبدأ فى الملعب ولم تتجاوز حدود الأوراق.. ولم تكن هناك مؤشرات لتغيير الوضع لأن اللاعب تحدث بحب عن فريقه الجديد وتحدث بتهكم وسخرية أحيانا عن فريقه القديم.. وظل فى أعين الأهلوية والزملكاوية صفقة رابحة مقدما رغم ما أحاطها الكثيرون من جدل حول مزاجية اللاعب ورفضه التلقائى لقيود الالتزام وعنف التدريبات.
لكن هذه المفاجأة التى احتفظت بسخونة الرياضة المحلية وهى تتراجع تلقائيا أمام جاذبية المونديال لم تكن مفاجأة لبعض الذين عرفوا جيدا جمال حمزة الذى كان يثير حفيظة المدربين الجدد على الزمالك فيسألون لماذا يتدرب هذا اللاعب باسترخاء فيرد عليه المعاونون فى الجهاز الفنى إنه من طراز اللاعبين الذين تراهم فى الملعب بغير ما يظهرون فى التدريب.. وهو من الناحية الشخصية لا يحب الأوامر ولا يقدر على استيعاب غضبه ويصعب عليه ألا يقول رأيا ربما لا يكون فى مصلحته أو مصلحة الفريق.. وهو فى نهاية الأمر "مبرمج" على أن يعيش فى أجواء الزمالك هذا البحر الهائج الذى يهواه وإذا خرج من مياهه اختنق.
العجيب أن صديقى الصحفى المتميز عبدالحميد سعيد نائب رئيس القسم الرياضى بجريدة السياسة الكويتية.. اتصل بى صباح اليوم مستفسرا عن وضع جمال حمزة وإن كان ممكنا أن يعود إلى الزمالك حتى لو تعرض للعقوبات وهو يطلب فسخ العقد، وأنه يكفيه فقط مكالمة هاتفية من ممدوح عباس.. وتعجبت من الاتصال الصباحى المبكر الذى يتحدث فى موضوع انتهى وأصبح ماضيا يستحيل تعديله مهما كانت المحاولات.. وقلت له اللاعب فى ألمانيا مع الأهلى وتقريبا نسى الناس هذه الصفقة وتحولوا للحديث عن جدو والمعتصم سالم.
انتهت المكالمة الهاتفية التى تلقيتها من الكويت.. واندهشت بعد ساعات قليلة وأنا أتلقى خبر فسخ العقد وكأن صديقى المقيم فى الكويت قد "حلم" ليلا وجاءه الوحى ليسأل عن اللاعب الذى لم يكن الزمالك يريده بعد أن عاد من ألمانيا فلماذا يريده الآن.. ماذا تغير خلال هذه الأشهر القليلة.
وكعادة الأهلى فى القضايا الكبيرة يصعب أن تعرف حقيقة الأمر إلا بعد فترة طويلة.. ومنطقيا ومتوقعا أن يحيط الغموض بهذا الخبر المفاجئ.. بحيث لا نستطيع أن نحدد بحسم ووضوح من الذى طلب الفسخ.. هل هو اللاعب الذى اكتشف فجأة أنه سيتعب فى الأهلى أو أنه لن يلعب أساسيا فى ظل وجود كثيرين فى مركزه، خاصة بعد أن عرف بخروجه من القائمة الأفريقية.. وهذا كله معروف لجمال قبل أن يسافر إلى ألمانيا.. أم أنه "حن" إلى ناديه القديم بتشجيع من مسئوليه وهذا أيضا يستعصى على الفهم والقبول لأنه من الوارد أن يتمسك الأهلى بالعقد.. وهل الأهلى هو الذى قرر الفسخ؟.. وإذا كان لأسباب فنية يصبح "نكتة" لأن التعاقد تم عن اقتناع ومعرفة بأن مركز اللاعب ملىء بالنجوم وقبل كل ذلك سبق أن كشف حسام البدرى عن الاتفاق مع اللاعب بعد عودته من ألمانيا، بل أن الأهلى هو الذى أرسله إلى نادى الجونة.. وحتى إذا أراد الأهلى فسخ العقد لهذه الأسباب فلماذا انتظر حتى يسافر إلى ألمانيا ولم يتخذ القرار قبل السفر.. إذن ما علينا إلا أن نحاول التفسير إلى أن نرى أى مكان سوف يذهب إليه جمال حمزة وهل سيعود للجونة أم أن للزمالك رأيا آخر وهنا سوف يتلاشى الغموض رويدا رويدا إلا إذا كان لقراء هذا المقال رأى آخر فيما حدث..
إبراهيم ربيع يكتب: مفاجأة جمال حمزة.. لم تكن مفاجأة!
الخميس، 01 يوليو 2010 04:48 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة