بعد جريمة أسطول الحرية..

محلل بريطانى: أنقرة خطفت الأضواء من القاهرة

الأربعاء، 09 يونيو 2010 08:39 م
محلل بريطانى: أنقرة خطفت الأضواء من القاهرة جانب من تقرير نيويورك تايمز
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقد المحلل السياسى، ضابط المخابرات البريطانية السابق ألاستر كروك، فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز"، استجابة الحكومة المصرية للهجوم الذى شنته إسرائيل على "أسطول الحرية"، ورأى أن النظام المصرى يتجاهل ما تفعله إسرائيل من حماقات لقناعته أن بوابة الحصول على الضوء الأخطر لتوريث الحكم تكمن فى تل أبيب وليس فى واشنطن.

وأكد بروك، أن النفوذ المصرى تراجع مؤخراً، مما فتح المجال لكل من تركيا وإيران لسحب بساط التأثير الإقليمى من تحت أقدام مصر، مشيراً إلى أن واقعة أسطول الحرية تمثل مما لا شك فيه "نقطة تحول بالنسبة لمصر، والمملكة العربية السعودية ولكن بنسبة أقل".

وأوضح الكاتب، أن النظام المصرى الذى طالما غض بصره عن التجاوزات الإسرائيلية، لم يتمكن عن الوقوف مكتوف الأيدى أمام جريمة أسطول الحرية، وإنحاز للضغوط الشعبية وقرر فتح معبر رفح لتهدئة غضب المصريين، كما أن الخارجية المصرية لم يعد فى إمكانه إغفال ما تشهده خريطة الشرق الأوسط الاستراتيجية.

"ما نشهده الآن ما هو إلا خطوة أخرى - ربما تكون حيوية - فى تحول توازن القوى فى الشرق الأوسط، فالقضية الفلسطينية على ما يبدو تسقط تدريجياً من يد الرئيس مبارك والملك عبد الله، عاهل المملكة العربية السعودية، ليلتقطها زعماء إيران وتركيا، إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد، الذى بات أكثر إدراكاً وقبولاً لرياح التغيير، فى الوقت الذى بدا فيه الرئيس مبارك معزولاً، وظهر كأكثر معاونى إسرائيل فى المنطقة"، هكذا أكد بروك.

ورأى بروك، أن جميع من فى المنطقة يدركون جيداً أسباب تأييد النظام المصرى الضمنى لإسرائيل، فهو يتمتع بالحد الأدنى من التأييد فى الولايات المتحدة الأمريكية، وإذا تجاهلت واشنطن مبادئ الديمقراطية فى مسعاها لدعم توريث الحكم فى مصر، سيكون هذا فقط لأن إسرائيل تقول إن "غض الطرف" الأمريكى ضرورى من أجل أمنها وسلامتها.

ولتحقيق هذا الهدف، أضاف الكاتب، عكف النظام المصرى على إضعاف موقف حكومة حماس فى غزة، ولتعزيز حكومة محمود عباس وحركة فتح، وزعم الكاتب أن القاهرة تتبنى هذه السياسة على حساب الوحدة الفلسطينية، "فمحاولة التوسط المصرية والتوصل إلى اتفاق سلام أحادى الجانب ينظر إليها فى المنطقة كجزء من المشكلة وليس جزءاً من حل المشكلة الفلسطينية" على حد تعبير بروك.

وما يدعو للمفارقة، كان هذا الموقف المصرى ما فتح الباب أمام تركيا وإيران للحصول على رعاية القضية الفلسطينية، ورأى الكاتب أن وراء موقف تركيا الحاد من الضربة الإسرائيلية على السفينة التركية صراع إقليمى عميق، ينبع من الاعتقاد السائد أن "عملية السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين فشلت، وأخفقت أعمدتها الأساسية، فالرأى العام الإسرائيلى لم يعد يؤمن بأن "أرض السلام" - مبدأ اتفاقية أوسلو- سيمنحهم أى أمن، بل باتوا يعتقدون أن الانسحاب سيقرب من صواريخ حماس.

وأضاف الكاتب، أن مصر من ناحية أخرى لم يتبقَ لها فى المنطقة سوى ذكرى عظمة الماضى، بعد أن تراجع نفوذها بشكل كبير، على مدار 20 عاماً، استخدم زعماء المنطقة اشتراكهم فى "عملية" السلام، كمبرر لتقويض الانشقاق الداخلى، ولكنها باتت الآن أداة فاقدة لسحرها.

وهنا يكمن "مأزق" القاهرة، فتأييد الحصار أملاً فى أن تكافئها الولايات المتحدة بمباركة التوريث، أعاقته رياح التغيير وهددت بقاء جمال مبارك، وبأى حال من الأحوال، فسيطرة مصر على "الملف" الفلسطينى لن تكون أبداً كالمعتاد، هكذا ختم كروك مقاله.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة