محمد حمدى

كويلو وعمر طاهر.. فى القطار

الأربعاء، 09 يونيو 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل سبع سنوات، حيث كنت أستعد لإصدار كتابى الأول والوحيد عن السودان، من دار ميريت، التقيت الصديق العزيز الصحفى والكاتب الساخر عمر طاهر، حيث جاء ليتسلم النسخ الأولى من ترجمته لرواية الكاتب البرازيلى باولو كويلو "على نهر بيدار جلست وبكيت".

كان عمر طاهر قد التقى كويلو وأجرى معه حوارا قبلها بسنوات ونشره فى مجلة نص الدنيا، وحصل على موافقته على ترجمة الرواية، لكنه ظل سنوات عديدة دون أن ينجز الترجمة حتى أخذها إلى دهب وجلس عليها وأكملها وأضافها إلى المكتبة العربية.

أخذت إحدى النسخ الأولى وهى ساخنة سخونة ماكينات الطباعة التى خرجت منها، وأنا عازم على قراءتها على الفور، لكن هذا العزم تأجل سبع سنوات حتى سافرت إلى المنيا للمشاركة فى منتدى عن حقوق الإنسان لضباط الشرطة بالمنيا، وهى تجربة كتبت تفاصيلها فى روزاليوسف.. لكن ما لم أكتبه هو أننى أخذت رواية كويلو وعمر طاهر معى لقراءتها فى قطار الصعيد وتحقق الهدف بعد سبع سنوات.

ومع باولو كويلو وعمر طاهر فى قطار الصعيد تحولت الرحلة إلى عالم مختلف، تختلط فيه المشاعر الطازجة والعميقة للمؤلف، حتى تكاد تشعر أنك تعيش معه فى أسبانيا حيث تدور أحداث هذه الرواية، أما المترجم فقد ظهر عشقه وولعه بالرواية من خلال ترجمته التى بدا عليها الحب.. فى شكل مختلف كثيرا عما يكتبه عمر طاهر الآن من كتابة ساخرة، تضعه على رأس الكتاب الساخرين الجدد فى مصر.

وحسب الموسوعة الحرة ويكيبيديا تتميز روايات كويلو المولود عام 1947 بمعنى روحى يستطيع العامة الإبحار فيه، مستعملا شخصيات لها مواهب خاصة، لكن متواجدة عند الجميع. كما يعتمد على أحداث تاريخية واقعية لتمثيل أحداث قصصه.

وباع كويلو أكثر من 75 مليون كتاب حتى الآن، وقد اعتبر أعلى الكتاب مبيعا بروايته 11 دقيقة، حتى قبل أن تطرح فى الولايات المتحدة أو اليابان، و10 بلدان أخرى.

واحتلت روايته الزهير المركز الثالث فى توزيع الكتب عالميا بعد كتابى دان براون شيفرة دا فينشى وملائكة وشياطين، وتعد رواية الخيميائى ظاهرة فى عالم الكتابة، فقد وصلت إلى أعلى المبيعات فى 18 دولة، وترجمت إلى 62 لغة وباعت 30 مليون نسخة فى 150 دولة.

ورغم عشقى الشديد للأدب العالمى، وقراءاتى القديمة لكتاب من كافة جنسيات العالم، لكن انقطاعى لسنوات عن مثل هذه القراءات ربما أصاب حياتى ببعض الخشونة والقسوة، لذلك لا بد أن أشكر عمر طاهر وباولو كويلو، فقد أعادت على نهر بيدرا لى الكثير من الإنسانية التى اختفت فى خضم الحياة الصعبة والخشنة جدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة