صدر حديثا عن دار العين كتاب جديد للكاتب خالد منتصر الحائز حديثا على جائزة البحرين لحرية الصحافة هذا العام، عنونه منتصر" دفاعا عن العقل".
ويتكون الكتاب من عدد متنوع وكبير من المقالات التى كتبها منتصر فى عموده الصحفى بجريدة المصرى اليوم وتناول فيها عددا من القضايا الفكرية والعلمية والتنويرية، وتعرض على إثرها لعدد آخر من المعارك الفكرية، والتى خاضها منتصر دفاعا عن العقل، معتبرا هذه المعركة قضية حياة أو موت.
ونقرأ على ظهر غلاف الكتاب: عندما يتحول التطرف من ضيف عابر إلى صاحب بيت، وعندما تتحول خفافيش الظلام من قتل المفكر إلى قتل التكفير، تصير الكتابة قبضا على الجمر.
ومن القضايا الأثيرة لدى منتصر والتى عالجها فى هذا الكتاب قضية "فتنة الإعجاز العلمى"، حيث يؤكد فى بداية مقال بهذا العنوان أن من أهم صفات العلم قابليته للتكذيب، ويشير منتصر إلى تكرار دعوته إلى عدم جر الدين إلى ساحة العلم النسبى، وانتقد منتصر مصطلح الإعجاز العلمى، ويؤكد أن تجارة الإعجاز العلمى انقلبت إلى فتنة طائفية وضرب المثل بزغلول النجار عند المسلمين، وصموئيل العشاى عند الأقباط، مشيرا إلى كتابه الأخير " الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس" والذى عدد فيه العشاى الشخصيات المسيحية المصرية بشكل اعتبره منتصر طائفيا وصريحا، ويرفض منتصر أن تكون أهمية الشخص تنبع من دينه، وليس من عمله أو جهده.
ويؤكد منتصر أن كتاب العشاى خضع لنفس منهج زغلول النجار فى لىّ عنق النصوص الدينية وافتعال الإعجاز العلمى، وإلصاقه عنوة بآيات الإنجيل.
كما انتقد منتصر فى مقال بعنوان " هل ظهرت العذراء فى كنيسة الزيتون؟" اللجوء لمثل هذه المعجزات، مشيرا إلى أنها صارت عادة مصرية، خصوصا أن الجانبين المسلم والقبطى يتبادلان هذه المعجزات، فهناك من يتحدث عن شجرة مبروكة عليها لفظ الجلالة من المسلمين، ويرد عليه الطرف القبطى بظهور العذراء، ويقول منتصر فى هذا المقال : فسر علماء الاجتماع إدمان المعجزات فى المجتمع المصرى برد الفعل لهزيمة 67، ولكنى وجدت بجانب هذا التفسير الاجتماعى تفسيرا علميا لظهور العذراء وهو الوهج الذى يصاحب التفريغ الكهربائى من الجو إلى الأرض خاصة فى الشتاء.
وخصص خالد منتصر مقالات فى الكتاب عنونها " القمنى كمان وكمان" تحدث فيها عن اغتيال المفكرين والكتاب، ووصفها بالبلطجة السلفية المنظمة مؤكدا على أن القمنى خضع لهذا الاغتيال الذى يخضع له الكثيرون من مفكرى مصر، عن طريق اختزالهم فى جملة، ويضرب منتصر الأمثلة لهذه الجمل ومنها " جمال البنا الرجل بتاع البوس والسجاير فى رمضان" و" فرج فودة الرجل العلمانى الذى يحارب الإسلام" و" نصر أبو زيد اللى عايز يفسر القرآن على مزاجه".
ويؤكد منتصر أن المفكرين ينشغلون دائما عن العزف على قيثارتهم، واستكمال مشروعهم الفكرى بالدفاع عنها، وعن إسلامهم، وحماية القيثارة من اللصوص وهو ما يدفع الناس بالتالى للانشغال عن قراءة هذا المشروع، بمتابعة معركته هل هو مسلم أم لا؟.
خالد منتصر رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى شوقى خلاف بهيئة قناة السويس، وصدر له " السماح والعفو" عن الهيئة العامة للكتاب، و"الختان والعنف ضد المرأة" و" وهم الإعجاز العلمى" عن دار العين للنشر و" أبوبكر عزت مكان فى القلب"، والذى شاركت فى كتابته زوجته الإعلامية سماح أبو بكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة