من الطبيعى تهنئة حرس الحدود على احتفاظه بكأس مصر للعام الثانى على التوالى فى إنجاز تاريخى، ليكون النادى الرابع الذى يحتفظ بكأس مصر عامين متتاليين بعد الأهلى والزمالك والأوليمبى، وغنى عن القول إن فريق الحدود مجتهد منظم، ويلعب بجماعية، ويجبد الانتشار فى الملعب، ويعرف كيف يدافع ثم يتحول للهجوم الخاطف المؤثر.
لكن من غير الطبيعى أن نقول مبروك للفريق الخاسر لكن الأهلى يستحقها، ليس فقط لأنه أدى مباراة جيدة ونافس على اللقب حتى ضربة الترجيح الخامسة بعد 120 دقيقة من اللعب المتواصل، وإنما لأن الأهلى حقق إنجازا لم يتوقعه أكثر المتفائلين من الأهلاوية هذا الموسم.
ولعلنا جميعا نتذكر كيف كانت بداية الأهلى فى معسكره الإعدادى قبل الموسم حينما خسر ثلاث مباريات متتالية من بينها هزيمة من فريق اسكتلندى بخمسة أهداف نظيفة، ثم خسارة كأس السوبر أمام الحرس، وسط حديث طويل عن انتهاء عصر اللاعبين الكبار فى الأهلى ودعوة وائل جمعة وأحمد حسن وأبوتريكة وبركات للاعتزال، وغياب عماد متعب ومعتز إينو بسبب الرباط الصليبى، ورحيل شادى محمد وفلافيو، وعدم ضم لاعبين مؤثرين لصفوف الفريق هذا الموسم.
هكذا كانت البداية غير مطمئنة على الإطلاق، وبدا أن الأهلى فى مرحلة تجديد، وبناء فريق جديد لسنوات قادمة، فإذا بالفريق يعود بقوة فى الدورى ويفوز به، ثم يصعد لدورى المجموعات فى رابطة الأبطال الأفريقية التى لم يستطع الوصل لها العام الماضى، ثم واصل حتى المباراة النهائية لكأس مصر، ليخسر بركلات الترجيح.
بكل المقاييس أدى الأهلى موسما مميزا، فاق توقعات مشجعيه، لذلك يستحق الفريق وجهازه الفنى وإدارته التحية، لكن التحية الأكبر هى لجمهور الأهلى الذى وقف خلف فريقه طوال الموسم، وشجع لاعبيه عقب خسارة الكأس، وحياهم على الأداء المشرف طوال الموسم.
ولعلنا فى مصر وغيرها من الدول العربية نحتاج استلهام هذا النموذج الناجح فى كافة مجالات الحياة، إدارة محترفة، تترك المسئولين يتحملون مسئوليتهم، وتحاسبهم بنهاية المدة وليس كل يوم، وروح فريق تتمثل فى الجماعية فى الأداء، وعدم الاستهانة بالخصوم، وتحمل المسئولية إلى أقصى الحدود.
ولو فعلنا كما يفعل الأهلى.. فى الصحافة والتعليم والصناعة والتجارة والإعلام والسياسة، وغيرها ربما ما كان هذا حالنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة