30 كيلو قطعتها من معبر رفح حتى قطاع غزة كنت مصمما أن أرى بنفسى الموقع الذى شهد إراقة دماء الناشطين ودعاة السلام الأتراك فى البحر المتوسط.
لم تواجهنى أية صعوبات من قبل الإدارة المصرية للمعبر، كان الجميع يتفهمون إننى فى مهمة إعلامية وفى ظروف دقيقة.
وعندما غسلت أحداقى لأرى غزة تلوح من بعيد كان المشهد مغريا، واختطفتنى عبقرية المكان، كانت أعلام تركيا ترفرف فى شوارع غزة، وبالقرب من خان يونس ارتفع النصب التذكارى للشهداء الأتراك، وفى اليوم التالى صلينا الجمعة خلف رئيس الحكومة المقالة فى غزة إسماعيل هنية، وبعدها توجهت لمقابلته، لكنه كان مشغولا مع الوفد البرلمانى العربي، وفور الانتهاء من اجتماعه مع الوفد استطعت أن أقابله وعندما رآنى رحب بى بحرارة قائلا: أهلا بأشقائنا الذين نعتز بهم، فاجأته ما هى الخطوة القادمة بعد الاعتداءات الإسرائيلية على قافلة أسطول الحرية، فأجابنى قائلا: اعتداء إسرائيل على أسطول الحرية تخطى كل الحدود الإنسانية، ويجب اتخاذ موقف للتصدى للجرائم النكراء وسفك "دماء الأبرياء المباركة" التى أريقت من أجل غزة ونحن فى حماس نتعهد بأنها لن تضيع سدى.
وأضاف هنية أن تصريحات الرئيس التركى عبد الله جول تعكس مشاعر وأحاسيس الشعب التركى والشعوب العربية والإسلامية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتوحشة.
وأشاد هنية بموقف رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان وقال: "عبرنا عن اعتزازنا بموقفه واستمعنا إلى وجهة نظره الواضحة والصريحة نحو فلسطين وغزة والتى تنم عن احترام حماس، والتعاون معها على إنها حركة تحرير وطنية وليست حركة إرهابية كما يدعى الإسرائيليون والإدارة الأمريكية، مؤكدا أن مواقف أردوجان جيدة ومعبرة عن ضمير الشعب التركى وتؤذن بمرحلة جديدة لتركيا فى المنطقة العربية والعالم.
واستطرد هنية بالقول "إن الدماء المباركة التى أريقت من أجل غزة ومن أجل فلسطين والقدس نتعهد بأنها لن تضيع سدى إن شاء الله، وإن هذه الدماء وقعت فى منزل عظيم من الله أولا ثم من الشعب الفلسطينى ومن الأمة ومن أحرار العالم وهى "بمشيئة الله" ستكون الخطوة الواثقة على طريق إنهاء الحصار الإسرائيلى الغاشم على غزة" .
وطالب هنية منظمة المؤتمر الإسلامية باتخاذ قرار بكسر الحصار على قطاع غزة وبتحويل الإرادة الشعبية التى اجتاحت العالم العربى والإسلامى إلى أفعال لا أقوال.

