جامعة عين شمس تمنح شهادة ماجستير غير معتمدة

مجموعة من المشاكل أثارها ماجستير إدارة الأعمال المهنى الممنوح من جامعة ويست بروك الأمريكية بالتعاون مع جامعة عين شمس، مما دفع الجامعة إلى إيقافه 23 فبراير الماضى بسبب عدم اعتماده من المجلس الأعلى للجامعات، وذلك حسب تأكيد مصادر مسئولة بالجامعة.

وقالت المصادر إن هذا الماجستير المهنى تم الإعلان عنه فى عام 2008، عندما كان الدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم الحالى رئيسا للجامعة، ولفتت المصادر إلى أن هذا الماجستير تسبب فى "لخبطة شديدة" لذا قررت الجامعة إيقافه، وهناك اتجاه إلى إعادة المبالغ المالية للطلاب فى حال رفضهم للماجستير المهنى غير المعتمد من المجلس الأعلى للجامعات، وهو المبلغ الذى يقدر بنحو 27 مليون جنيه، تتحملها الجامعة.

وكان حوالى 1232 طالبا تقدموا للحصول على هذا الماجيستير وتراوحت قيمة ما دفعه كل طالب حوالى 22 ألف جنيه، وقال عدد من الطلاب إن الجامعة خدعتهم، بدرجتى الدكتوراه والماجستير غير المعتمدتين من "الأعلى للجامعات".

وتساءل عدد من الطلاب الذين تم منحهم الشهادة عن سبب ختم الشهادة على الظهر بختم الجامعة، على الرغم من الجهات المسؤلة مماطلتهم فى استلام أبحاثهم لفترة طويلة، قبل أن يتم مؤخرا تحديد مواعيد للمناقشة لعدد قليل من الطلاب، وأن جامعة ويست بروك بعد البحث عنها عبر الانترنت لم يجدوا لها عنونا فى أمريكا واكتشفوا أنها مجرد معهد، وليست جامعة.

وكانت المفاجأة هى وجود إعلانات عبر الإنترنت تعلن عن منح جامعة عين شمس لهذا الماجستير بمبلغ 5 آلاف دولار، والحجز والاستعلام عبر بريد إلكترونى ورقم هاتف محمول، أجرى "اليوم السابع" اتصالا هاتفيا بالرقم وأجاب علينا شخص يدعى محمود قال لنا عبر التليفون، إن هذه المنحة انتهت، وعرض عددا من المنح الأخرى، وفى نفس السياق رصد "اليوم السابع" جروب على الفيس بوك أسسته فتاتان يضم بريد إلكترونى ورقم هاتف محمول مخصص للاستفسار عن هذه المنحة.

ومن جانبه نفى الدكتور جمال سامى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث علمه بهذه الإعلانات، مؤكدا أن الماجستير غير معتمد من المجلس الأعلى للجامعات الذى لا يعتمد إلا الماجستير الأكاديمى فقط، مشيرا إلى أن الماجستير المهنى ينقسم إلى نوعين: إما بالشراكة مع الجامعات الأجنبية، أو ماجستير مصرى.

وأضاف د. سامى أن هذه الشهادات المهنية فقط باسم "مركز تسويق الخدمات الجامعية" بالجامعة، لرفع مستوى الأداء والعمل المهنى، وأنها لا تؤهل للعمل فى التدريس بالجامعة.

وقلل سامى من تخوف الطلاب من عدم ختم الشهادة من الأمام، موضحا أن الشهادة مقدمة من جامعة أجنبية، لذا يتم وضع ختم "مركز تسويق الخدمات الجامعية"، على الخلف، حتى يتم توثيقها من وزارة الخارجية فى حال رغبة الطلاب فى العمل بالخارج أو استخدام الشهادة.

وشدد سامى على أن الجامعة توقفت عن قبول أعداد جديدة بالماجستير لأن عدد الطلاب حاليا يتناسبون مع أعضاء هيئة التدريس والأماكن المخصصة لهم، لافتا إلى أن الجامعة التى تمنح الشهادة هى جامعة للتعليم عن بعد تدار إلكترونيا، وليست، كما يقول الطلاب، ليس لها مقر ومجهولة الهوية.

المجلس الأعلى للجامعات كان له رأى آخر، حيث أكدت الدكتورة سلوى الغريب أمين المجلس لـ"اليوم السابع" ضرورة أن يكون الماجستير المهنى معتمدا من المجلس الأعلى للجامعات، وقالت إن أى ماجستير مهنى لابد أن يكون معتمدا من المجلس الأعلى للجامعات، ولكنه لا يؤهل للعمل الأكاديمى وهو ما أكده أحد رؤساء الجامعات الذى فضل عدم ذكر اسمه.