أتذكر أستاذى الدكتور عاطف العبد حين تحدث عن تاريخ الإذاعة المصرية فى كتابه (الإذاعة والتليفزيون فى مصر.. الماضى والحاضر والآفاق المستقبيلة).
فقد سرد الكتاب لتاريخ الإذاعة المصرية منذ أن عرفنا الإذاعات الأهلية وحتى وضعنا الحالى.
ولأننا نعيش فى رحاب الإذاعة وأعيادها فاسمح لى أن أقدم لك بعضا من طرائف الإذاعة فى مصر التى وردت على صفحات الكتاب فنجد أن أغنية أمتى الهوى لأم كلثوم أذيعت مائة مرة فى يوم واحد.
و إليك عزيزى القارئ الفاصل القصير الذى تمت إذاعته كإعلان فى بدايات الإذاعات الأهلية والذى جاء فيه:
• سيداتى وسادتى: الراعى وأنتم قد عرفتم أنه لولا الراعى ما انتكست الرعية، اقصدوا محلات الراعى بالغورية، محلات الراعى أسست منذ أكثر من ثلاثين سنة خدمت فيها المنسوجات المصرية، التى أنتجتها الأيدى المصرية.
و إليك إعلان آخر
• آلو آلو.. اسمع يا أخينا أنت وهو.. فيه قنبلة انفجرت فى شارع الموسكى دلوقتى (وبعد قليل يعلن المذيع): لقد تبين أن هذه القنبلة هى الأسعار المذهلة التى تبيع بها محلات الضبع للأطفال.
هكذا كانت الإعلانات وقتها وعن البرامج فحدث ولا حرج فقد كانت تذاع النداءات والبيانات الخاصة بالأفراد على الهواء قاطعة البرامج ومنها مثلا: نرجو من السيد فلان الفلانى أن يتوجه فورا إلى بيته لأمر هام، ولا داعى للإزعاج فقد حضر إلى بيته ضيوف أعزاء.
ولقد انتهزت إحدى عصابات المخدرات هذا الأمر واشتركت فى خدمات محطة راديو مصر الملكية ودفعت اشتراكا بخمسين جنيها مقابل إذاعة أغنيتين (الجو رايق) لمحمد عبد الوهاب فيتم البيع والشراء وأغنية ( الجو غيم) لصالح عبد الحى فيمتنع التجار عن مزاولة النشاط.
ولكن الشرطة المصرية نجحت فى كشف الأمر وقبضت على العصابة.
هذه كانت أحوال الإذاعات الأهلية بمصر وتوالت السنوات سريعا حتى بدأت الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية فى تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31مايو1934 الذى أصبح عيدا للإذاعة والإعلاميين حيث استمع الناس لصوت أول مذيع للإذاعة المصرية وهو أحمد سالم قائلا: آلو آلو.. هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.
ثم افتتحت الإذاعة بصوت ملائكى يشدو فى السماء بنغمات القرآن الكريم وهو الشيخ محمد رفعت.
وأصبحت الإذاعة المصرية شاهد على تاريخ مصر الحديث ولا ننسى بيان ثورة يوليو بصوت الرئيس الراحل أنور السادات وخطب الرئيس عبد الناصر.
وقدمت الإذاعة روائع التمثيليات الإذاعية مثل سمارة وعزيزة ويونس وغيرها ولا ننسى فؤاد المهندس وأبو لمعة والعظيم عبد المنعم مدبولى فى ساعة لقلبك.
وكما اهتمت الإذاعة بالكبار اهتمت بالصغار على يد الإعلامى القدير محمد محمود شعبان الشهير بــ(بابا شارو) رحمه الله والقديرة أبلة فضيلة.
وهناك طوفان هائل من الإذاعيين المبدعين الذين نتمنى ألا ننسى أسمائهم مثل وجدى الحكيم أمال فهمى والراحلة العظيمة صفية المهندس فى إطلالتها ببرنامج إلى ربات البيوت.
هذه نقطة فى بحر الإذاعة المصرية العظيمة بروادها وبرامجها.
وأتمنى عيدا سعيد للإذاعة المصرية راجيا فى رحاب هذا العيد أن نرى نقابة للإعلامين تعيد الضبط والربط للأداء الإذاعى والتليفزيونى.
ولا أجد خيرا من صوت سيد مكاوى الذى غنى للإذاعة فى عيدها قائلا: تورتة مدورة.. شمعة منورة.. والهوا جرى إيه.. إيه يا ترى؟.. جرى إن الهوا باعت بوسة لإذاعة مصر المحروسة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة