أدان الكاتب والسيناريست بلال فضل مساء أمس فى برنامجه الأسبوعى "عصير الكتب"، الهجوم الكبير الذى شهدته صفحات المواقع الإخبارية على الإنترنت فور رحيل الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، وإعادة تكفيره، وترديد شعارات "الله أكبر هلك الهالك أسامة أنور عكاشة".
مضيفًا: وحتى عندما تتدخل بعض الأصوات على استحياء شديد وتطالب بألا نتقاسم مع الله عز وجل فى حق اختصه لنفسه من حساب وثواب وعقاب، إلا أننا نجد المتطرفين بكل "بجاحة" يكتبون "لازم نفرح لهلاك عدو من أعداء الله".
وقال فضل: كل هذا لأن أسامة أنور عكاشة قال فى حوار تليفزيونى رأيًا فى السلوك السياسى للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه، وأيًا كان الرأى فإنه لا يلغى تدين أو إيمان صاحبه، فالإمام مالك قال "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر".
وتساءل فضل: أيهما أقرب إلى الله، تكفير وتطاول على الأموات وجهل وغلظة قلوب واستعلاء ينتسب زورًا إلى دين الرحمة والإنسانية، أم عمل فنى مثل "ضمير أبله حكمت" يحارب الفساد، أو "عصفور النار" يحارب القهر والظلم، أم "الراية البيضاء" يحارب سيطرة الجهل، أم أعمال كبيرة تؤرخ لهذا الوطن.
وتابع: الحقيقة أن القرآن الكريم أجاب لنا على هذا السؤال حيث يقول "وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض".
وقال فضل: للأسف إن التطرف الدينى فى مصر توحش بشدة، لدرجة أن هؤلاء المتطرفين أصحاب ادعاءات التكفير لا يقرؤون حتى كتاب الله، ألم يقر لنا ديننا الكريم فى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قال لأخيه يا كافر فقد كفر، وفى حديث صحيح آخر أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، وعندما قتل سيدنا أسامة بن زيد رجلاً بسهم فى إحدى الغزوات فقال له رسولنا الكريم هلا فحصت قلبه؟، وفى رواية هلا شققت عن قلبه؟، ليعيش أسامة بن زيد بقية عمره نادمًا عما فعل، وأشار فضل: ألم تدلنا كتب الفقه إلى أنه إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد، حُمل على الإيمان ولا يجوز حمله على الكفر.
واستنكر فضل قائلاً: من العجيب أن هذا التطرف الذى لا نسمع له صوت لا ضد الصهيونية أو ضد الفساد والاستبداد، هذا التطرف الذى يفسد عقول الشباب ويرسخ فى أذهانهم بأن ادعاءات التكفير ظلمًا وبهتانًا ستدخلهم الجنة.
وطالب فضل المشاهدين بقراءة الفاتحة على روح أسامة أنور عكاشة، داعيًا له: اللهم اجعل كل هذا الجهل والتطاول فى ميزان حسناتك الذى تثقله أعمالك الفنية الدرامية الرفيعة الراقية المحترمة التى تطهر النفس والوجدان وتدفع الإنسان إلى حب الله، وعمارة الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة