يقولون تحت القبة: "شيخ".. وقد يكون تحتها شئ مغاير تماماً يجعل المثل المصرى السائر: "إحنا دفنينه سوا" سائراً!
ويقولون تحت قبة مجلس الشعب: "أعضاء يمثلون الشعب".. وقد يكون تحتها من يمثلون أنفسهم!
ولأننا فى موسم الانتخابات؛ فإننى أتخيل نفسى تحت هذه القبة الشعبية، لا بصفتى عضواً من أعضائها السابقين أو الحاليين أو اللاحقين، وإنما بصفتى مواطناً بسيطاً شاهداً على عصره، يتخذ من هذه القبة طبق ستالايت، يجوب بى فى برامجه الانتخابية التى تجعلنى أحلق فى أحلام وردية، لا تعكر صفوها سوى الإعلانات الدعائية التى تذكرنى بإعلانات التليفزيون التى لا هم لها سوى سرقة ثقتنا ومرمغتها فى التراب!
رأيت نوعين من المرشحين: نوع يريد أن يكون تحت القبة، وهذا النوع على ندرته وإخلاصه ومصداقية عهوده، نجده إن فاز ووجد له مكاناً حيث أراد، يلطمه الواقع فيستفيق ليجد نفسه وقد صدمته مناخس البيروقراطية، والتعقيدات الاقتصادية، وألاعيب السياسية، التى تجعله مجرد صوت يصرخ فى القبور، ومجرد وجه فاقد الماء أمام من وضعوا أحلامهم وتطلعاتهم ورغباتهم فيه!
ونوع يريد أن يكون فوق القبة، لذلك فهو يشترى أصوات الناخبين بأكثر من وسيـــلة: بالمال، وبالوعود الكاذبة، وبالوازع الدينى، وعندما يحلق فوق القبة، فهو لا يخجل من أنه لم يوف بوعوده سواء بإرادته أو بغير إرادته، بل هو يقطع صلته بكل الذين أطلقوه ليكون حراً فى سماء مجلس الشعب، ولأنه أصبح عالياً، فقد فَقَدَ معنى الجلوس تحت القبة، وبين الناس، أعرف عضواً سابقاً، أعطى تعليماته بأنه لا يجوز لمواطن أن يقابله إلا بالزى الرسمى، وعندما ذهب إليه أحد المواطنين ببذلته الأنيقة ليقابله، لم يتمكن من ذلك طوال فترة عضوية هذا العضو ؛ لأن اجندته ليس فيها سطراً واحداً يضع عليه اسم هذا المواطن الذى ظن فى نفسه أنه فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يستطيع المواطن الأمريكى الاتصال بنائبه فى الكونجرس سواء بزيارة موقعه على الإنترنت، أو مقابلته شخصياً فى أى وقت، أو مهاتفته، أومكاتبته عن طريق عنوانه البريدى الإلكترونى.
كما رأيت ثلاث أنواع من الذين يدلون بأصواتهم: نوع يمنح صوته من قلبه لأهل الثقة، واثقين أنهم سيبذلون قصارى جهدهم فى احترام مجلسهم، وتكريمه، بقيمهم الفضلى ومثلهم العليا.
ونوع يبيع صوته، لمن يدفع أكثر.
ونوع يمنح صوته على أساس قبائلى، أو دينى.
ولكننا فى النهاية لا بد أن نقر ونعترف بأننا سنجابه بهذا القول المصرى الساخر:
" انت خبت؟!" ..
والإجابة حتماً، ستأتى بالصويت بعد التصويت!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة