المتأمل والمتابع لما يحدث فى مصر فى الأونة الأخيرة لا يمكن بحال من الأحوال أن يصدق أو يؤمن بأن المحافظة على استمرار منصب الرئيس فى عائلة الرئيس مبارك أو كبح جماح المعارضة بما فيها الإخوان المسلمون هو سبب ما يحدث كما يزعم البعض، وذلك لأن ما يحدث أكثر بكثير من هذه الأمور، فالرئيس مبارك له تاريخ مشرف ولم يأت للحكم بطريق غير مشروع أو يتربص به الأعداء للانقلاب عليه، والرئيس مبارك رجل حرب لا رجل نهب كالذين ملأوا مصر فى الآونة الأخيرة، وهل الرئيس مبارك يرضيه أن يقهر شعباً أحبه بهذه الطريقة المتدربة التى لا تليق بمكانته العالمية وتاريخه المشرف.
على ما أظن أن ما يحدث فى مصر على يد ممثلى السلطة من الأمن وقيادات الحزب الوطنى لا يؤدى إلا إلى نتيجة واحدة، وهى النيل من تاريخ الرئيس مبارك ووضع شعب مصر فى أدنى المراتب بين الشعوب على وجه الأرض، وعلى ما أظن أيضا أن كل هذا ليس له ما يبرره خاصة بأن الذين يهتفون حول الرئيس ويمثلون قيادات الحزب الحاكم هم السبب الأوحد فى الصورة السيئة للحزب الذى يأويهم وذلك عن طريق مايمارسونه من النهب وتبديد ثروات وخيرات البلاد..
وبدلا من استحيائهم والحفاظ على تاريخ الرئيس مبارك الذى أولاهم ثقته وأغرق عليهم من كرمه صعب عليهم بل واستحال عليهم أن يقلعوا عما هم فيه من فساد، وحاولوا أن يخفوا السبب الظاهر للقاصى والدانى وادعوا أن المبرر لكل ما يفعلونه هو ردع المعارضة وإحباط كل من تسول له نفسه أن ينتقد النظام وكأن هذا هو الطريق الأنسب لتثبيت وجودهم حول الرئيس مبارك علماً بأن الشعب المصرى يعلم تماماً بأن هؤلاء ليس عندهم ما يخافون عليه من تاريخ أو بطولات ولم ولن يذكر التاريخ أمثالهم، وإنما الخاسر الوحيد من هذا الوضع المشين هو تاريخ وشخصية الرئيس مبارك الذى أولاهم ثقته وهم ليسوا أهلا لذلك .
سليم الشعراوى يكتب: لمصلحة من الإساءة لمصر ومبارك؟
الإثنين، 07 يونيو 2010 12:22 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة