مجدى حلمى

خطيئة البرادعى

الإثنين، 07 يونيو 2010 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أرادت السلطة أن تنصب فخا للدكتور محمد البرادعى لتفريق الجماعات الملتفة حوله لفشلت، لكنه ارتكب الخطأ الذى لا يغتفر له بمحض إرادته، وبدون أى محاولة من السلطة لدفعه لارتكاب هذا الخطأ، لقد أخطأ الرجل خطيئة كبيرة جدا عندما ذهب بقدمه لزيارة الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس كتلة الإخوان المسلمين فى البرلمان بمقر الكتلة ليعلن تحالفه مع جماعة الإخوان، ويقبل تأييدهم له كمرشح لرئاسة الجمهورية، وأعلن أن جماعة الإخوان هى أكبر حزب سياسى مصرى، وهم يرفضون أن يكونوا حزبا سياسيا أصلا، وقبلها بيوم ذهب مع قيادات الجماعة إلى الفيوم، واستقبله هناك أربعة آلاف شخص من جماعة الإخوان من محافظات الفيوم والمنيا وبنى سويف والجيزة والقاهرة فى محاولة لتأكيد شعبية الجماعة هناك كما هى عادتهم.
وخطأ البرادعى فى هذه الخطوة أن هناك عددا من الشخصيات الملتفة حوله ترفض التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين ولديها أسباب أيدلوجية أو أسباب لسابق الخبرة فى التعامل مع الجماعة، والأمر الثانى أن جميع تحالفات الإخوان المسلمين مع القوى السياسية المصرية فشلت فشلا ذريعا، لأن الإخوان لديهم مفهوم واحد، وهو الاستحواذ على أى تحالف، وفرض الرأى الذين يردونه هم، وحجتهم أنهم الأقوى وأصحاب الشعبية الكبرى، فهم يريدون التحالف لأجل مصالحهم هم وليس من أجل صالح الوطن، والإخوان يلجئون إلى فكرة التحالف مع الأحزاب عندما يكونون فى أزمة مع السلطة، أما فى حالة الرضى بينهم وبين السلطة، فتنفض كل التحالفات وتهدم وتتلاشى وهم يريدون أن تكون كلمتهم هى المسموعة، حتى فى المؤتمرات التى عقدتها الأحزاب مع جماعة الإخوان، ورغم الاتفاق على شعارات موحدة تجدهم يرفعون شعارتهم غصبا عن المشاركين، وعندما تقول لهم هذا ليس اتفاقنا، يقولون لك هؤلاء شباب متحمسين ونحن لا نستطيع السيطرة عليهم، وهذه وقائع تكررت فى أكثر من مؤتمر فى السنوات العشرين الماضية، وكنت شاهدا فى أغلبها ولا يوجد مجال لذكرها وعدها هنا.
والتحالف بين البرادعى والإخوان المسلمين كشف عداء الرجل للأحزاب السياسية فهو تعالى عليها، ورفض زيارتها ورفض التحاور مع قيادتها، حتى رفض دعوة قيادات الأحزاب لزيارته فى منزله، رغم أن ما يطرحه هو ما طرحته الأحزاب فى مصر منذ 30 عاما، فهو لم يأت بجديد، ولم يبن على ما انتهت إليه الأحزاب والقوى السياسية فى مصر التى كانت تناضل من أجله، وهو بعيد عن مصر، وكأنه لم يكن يتابع أخبار الشعب الذى يريد أن يحكمه، وعندما أراد أن يزور فصيلا سياسيا زار مكتب الهيئة البرلمانية للإخوان المسلمين، ويا ليته زار مكتب الإرشاد والتقى بالمرشد العام للإخوان، فعند الدكتور الكتاتنى لن يجد أى إجابة للأسئلة المطروحة على جماعة الإخوان منذ سنوات طويلة، ولم يجيبوا عليها، ولكن عند المرشد يمكن أن يكون لديه إجابات حتى وإن لم تكن واضحة، ولكنها أسئلة مشروعة ومطروحة عليهم منذ سنوات، وهم يرفضون الإجابة عليها، ومنها تحديد موقفهم هل هم حزب سياسى أم جماعه دعوية دينية، ولماذا لم يتقدموا بإنشاء حزب، وعندما ترفض السلطة هذا الحزب سيكون للمجتمع المصرى موقف مؤيد لهم، مثلما ساندناهم فى حق قيادتهم المقبوض عليهم المثول أما القاضى الطبيعى، ورفضنا تقديمهم للمحاكم العسكرية والاستثنائية، والسؤال الثانى تمويل الجماعة من أين وكم ميزانياتها، وأين تصرف، والأهم موقفهم من ولاية غير المسلم والنساء، فهل هم مع تولى رئاسة الجمهورية مصرى مسيحى أم يفضلون مسلما ماليزيا كما قال مرشدهم السابق.
وأعتقد أن نقطة الاتفاق بين البرادعى والإخوان تمثلت فى العداء للأحزاب السياسية حتى القديمة منها، وهى الأحزاب التى حاول الإخوان التحالف معها، والسعى وراءها، ولكن كما قلت التجارب السابقة كانت سلبية ولا تشجع على أى تحالف مثل تجارب الحوار الوطنى مع الحزب الحاكم الأحزاب الذى يردد البرادعى مطالبها ولم يأت بجديد أو يبدع شيئا جديدا.
وفى حالة وصول البرادعى للحكم ومعه الإخوان ماذا سيكون موقفهم من الأحزاب أم يعلنون أنه لا يوجد إلا حزبان حزب الله وهما يمثلونه ،وحزب الشيطان، وهم باقى الأحزاب السياسية، مثلما فعلوا جماعتهم فى الجزائر وموقفهم من الدستور، ومادتيه الأولى والثانية، ومبدأ المواطنة والمساواة، وموقفهم من الحريات العامة والحقوق الأساسية أم سيفعلون مثلما يفعل فصيلهم حماس فى غزة، يطلق الرصاص على ساق أى فتاة ترتدى بنطالا أو لا تلبس حجابا على شعرها، فهل سيسمح البرادعى والإخوان بأن تسير الفتيات بدون حجاب فى الشوارع.
لقد ارتكب البرادعى خطيئة كبرى بأن أعلن تحالفه مع الإخوان، وسوف يعرف غدا كم خسر من هذا التحالف عندما ينفض الإخوان من حوله مع أول نظرة رضى لهم من السلطة.
*نائب رئيس تحرير الوفد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة