فى ظل الأسى والألم الذى يشعر به الجميع، والصمت والعجز السياسى الدولى، تناقلت الصحف ووكلات الأنباء وبرامج التوك شو اعتداء إسرائيل الغاشم على العزل فى أسطول الحرية واعتدائها على الأسطول فى المياه الدولية وانتهاك إسرائيل للمواثيق والمعاهدات الدولية – كما هو معتاد بالطبع – وخرج الكثير والكثير على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز يندد ويشجب ما حدث ومنهم من انهارت دموعه على ذلك. لكن ما هى الفائدة من كل ذلك؟ ما فائدة الشجب والتنديد ونحن فى موضع مشاهدة العرض ننتظر متى تضع إسرائيل نهاية اعتداءاتها على العزل؟ ما فائدة الكلام ونحن نشعر بالعجز؟هذا ليس بالتحريض ولكنى أفكر بصوت مرتفع.
فحين حاصرت إسرائيل قطاع غزة لاستخدامه كحقل تجارب لقنابلها الفسفورية كما لو كانوا فئران تجارب فى معاملهم، شجب الكثير وبكى الكثير وجمعت التبرعات وتعاطفنا مع غزة. لكن هل سمعت إسرائيل لهذا؟! بالطبع لا. فإسرائيل تتلذذ بكل هذا تتلذذ وهى ترى العرب والمسلمين يتظاهرون ويبكون، وهى فى موضع القوة والسيطرة. ولكن إلى متى؟! إلى متى نظل نحن فى موضع المشاهدة والصمت، وهم فى موضع القوة والاعتداء؟ إلى متى يظل تحدى إسرائيل للعالم بدون وجود من يردها.
ولكنها تعلم علم اليقين أنه لا يوجد من يردها.. لأنها علمت منذ زمن بعيد أن اتحاد العرب يعنى دمار إسرائيل.
فاستخدمت سلاحها المعتاد والفعال وهم أمهر من يستخدمونه سلاح "صنع فى إسرائيل" سلاح الفتنة والعداوة والكراهية، سلاح قطع المودة وكره العربى لأخوه، وكل منهم أصبح ينتهز الفرصة للآخر ليظهر عيوبه أمام العالم.
ونجح السلاح ونجحت إسرائيل، وها هى استوحشت وتستوحش وستستوحش بدون رادع، طالما زرعت نيران الفتنة والفرقة وللأسف نالت المراد. فآه لو اتحد العرب، هل يمكن أن يأتى هذا اليوم؟
ولكن من ناحية أخرى، هل فكر أحد هل هذا الاعتداء مجرد اعتداء على أسطول ينقل المعاونات للشعب الفلسطينى فقط أم هناك ما هو أكثر من ذلك؟
أتوقع ما هو أكبر من ذلك، من الممكن أن يكون هذا الاعتداء فى هذا الوقت بالتحديد مجرد عملية لشغل الرأى العام الدولى بهذه القضية، وتوجيه أنظارهم نحو هذا الاعتداء فى حين تدبر إسرائيل ما هو أكثر من ذلك، فقبل الاعتداء بأيام قامت إسرائيل بعدة مناورات جوية وبحرية.
فهل إسرائيل تشغل الرأى العام لتعد العدة لإيران؟؟ وهل لديها القدرة لذلك؟؟ هل يساندها الحليف الأول لها؟
ولو هو كذلك ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ كل هدفهم مساعدة إخوانهم الأبرياء المشردين فى غزة؟ فهى عادة إسرائيل.
كل هذه أسئلة سيجيب عنها الواقع قريبا وننتظر لنرى..
ورحم الله شهداء أسطول الحرية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة