حسب اليوم السابع، أعلنت حركة حماس أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيزور قطاع غزة فى الأيام المقبلة، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن عمرو موسى أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأبلغه برغبته فى زيارة قطاع غزة، مضيفة أن عباس رحب بهذه الزيارة وأشاد بالموقف العربى.
وأعتقد أن هذه الزيارة، وزيارة وفد البرلمان العربى التى جرت أمس لغزة تأخرت كثيرا جدا، وكان يفترض من أمين عام الجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب زيارة غزة قبل ثلاث سنوات، ليس فقط لبحث كسر الحصار المفروض على القطاع، وإنما لبحث موضوع آخر إضافة إلى الحصار وهو إنهاء الانقسام الفلسطينى.
رفع الحصار واجب إنسانى، لضمان تدفق الغذاء والدواء إلى غزة بشكل دائم ومنظم، لكن هذا ليس سوى حل لمرض عارض، أما الأصل فهو القضية الفلسطينية التى ضاعت بين حركتى فتح وحماس.
ومنذ استيلاء حماس على قطاع غزة، لم يعد أحد يتحدث عن القضية الفلسطينية، وتقريبا اختفى حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وأصبحنا نتحدث عن دولتين فلسطينيتين واحدة فى الضفة الغربية، والأخرى فى قطاع غزة.
ومشكلة تمزيق القضية إلى كيانين متصارعين أنها تحقق الحلم الإسرائيلى الذى طالما أرادته، وهو اختصار القضية الفلسطينية فى غزة فقط، وابتلاع الضفة الغربية، بعد حصارها واختراقها بالمستوطنات، بحيث يتحول الفلسطينيون فى الضفة إلى أقلية غير قادرة على الحركة أو الحياة.
ومنذ أن احتلت إسرائيل غزة فى عام 1967 وهى تفكر فى التخلص منها، وليس خافيا أنها عرضت على الرئيس الراحل أنور السادات خلال مباحثات السلام عودة غزة للإدارة المصرية، إو إقامة حكم ذاتى فلسطينى بها، لكن السادات الذى يراه الكثيرون خائنا رفض هذا العرض، لإدراكه بأن سلخ غزة عن الأراضى الفسطينية سيؤدى إلى اختزال القضية فيها فقط.
وحين تولى إرئيل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية قرر سحب قواته من غزة من طرف واحد ودون إعلان، بمعنى أنه سحب الجيش الإسرائيلى من غزة دون أن يعلن انتهاء الاحتلال الإسرائيلى لها، وبذلك وضعها فى موقف غريب فلا هى تم تحريرها وأصبحت دولة فلسطينية، ولا هى لا تزال تحت الاحتلال علما بأنه وفقا للقانون الدولى لا تزال غزة تحت الاحتلال.
وإذا كان عمرو موسى سيزور غزة كما أعلن بعد أيام، فإن عليه التباحث مع قادة حماس وفتح فى قضية انهاء الانقسام الفلسطينى، والعودة إلى حلم الدولة الفلسطينية الموحدة فى الضفة وغزة.. والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة يقرر فيها الشعب الفسطينى من يحكمه، ومن يقوده فى رحلة إعلان الدولة الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة