أسفرت انتخابات حزب الوفد الأخيره عن فوز السيد البدوى على منافسه الرئيس الحالى محمود أباظة، وبعد إعلان النتيجة تصفحا وتعانقا.. لم نشهد هذا المشهد منذ وقت طويل فى مصر.. انتخابات حرة ثم يتصافح المرشحان!..
لا هذا أمر لا يصدقه عقل مصرى!، فلقد صارت الانتخابات عندنا عجيبة وغريبة وما لبثت أن أصبح العجيب مألوفا والغريب لا يدعو للدهشة.. ثقافة انتخابية اعتمدت وتم الاتفاق عليها بلا ورق أو عقود وهو أن نرى المرشحين وأنصارهما فى أى انتخابات تحدث وهما يواجهان بعضهم البعض كما المعارك الحربية تبدأ بسباب وتطاول وتخوين يعقب ذلك نزاع بألايدى ثم خروج سلاح أو آلات حادة كالسكاكين وقرن الغزال وما تيسر من السيوف يسفر ذلك بالتالى عن قتل خطأ وإصابات خطيرة يعقب ذلك نزاع مرير فى النيابات والمحاكم..
أما بعد أن رأينا حزب الوفد وانتخاباته على الرئاسة والمناظرات التى تمت بين المرشحين والتحدث بهذا القدر من التقدير كل عن الآخر مع شدة المنافسة لرئاسة حزب له عراقة لا تنكر ووطنية لاشك فيها..
أقول بعد ذلك كله لماذا لا تجرى كل الانتخابات بتلك البساطة الهائلة وهذا السلوك الحضارى؟ لماذا لا تحدث الانتخابات فى المجالس والأحزاب الأخرى والنقابات المختلفة بهذا الشكل؟ أهى سياسة وثقافة واتفاق من بيدهم الأمر؟ أو أن الخصومة والسعى إلى الكرسى تجعل الغاية تبرر الوسيلة؟ لكن كل ذلك على حساب سمعة وقوانين بلد كبير كمصر أصبحت خارج الضوء تماما جراء الممارسات الغير منطقية والتى تحدث ولا أحد يهتم، فلا يهمهم الشكل ولا المضمون، الأهم هو الكرسى الوثير وبهذا الكرسى تتحقق الأمانى والأحلام الشخصية الضيقة للجالس عليه وللدائرة الصغيرة التى كانت تسانده وتود جنى الثمر وحصاد المشقة التى واجهوها والأكاذيب والوعود التى أطلقوها ونسوا ما قالوه فور الفوز مباشره..
بإمكاننا وبسهولة أن نجعل الانتخابات هى مبارزة عقلية لا معارك حربية.. برامج تتطرح للاختيار فيتقبل الناخب ما يراه مناسبا دون تدخل من أحد أو ضغط من أحد أو تهديد من أحد.
فكر أمام فكر وليس قوة تسحق وأجهزة مسئولة تحرك وتتدخل لو كان الأمر غير ما تريد.. فالأصل هو الوطن وكيف يكون أجمل وأقوى وأغنى ولن يأت ذلك ألا كما فعل الوفديون.
السيد البدوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة