دعونا مما حدث فى انتخابات الشورى من انتهاكات للإخوان.. دعونا مما حدث بها من تزوير.. دعونا من سيطرة الحزب الوطنى على مقاليد الأمور كلها انتخابات وغيرها.. من استخدام البلطجة والبلطجية.. أو من حصول الوطنى على 47 مقعداً من أصل 80.. كذلك إلغاء الإشراف القضائى على الانتخابات.. ودعونا من رفض أحكام القضاء بإلغاء الانتخابات فى بعض الدوائر.. ولنرجع للصفقة التى أثارت جدلاً كبيراً لدرجة رفع الدعاوى القضائية، واشتعال معركة حامية الوطيس بين "المصرى اليوم" و"الوفد" على صفحاتهما وعلى الفضائيات، إنها صفقة الحزب الوطنى مع حزب الوفد، التى لم تتم.
فأول ما تبادر إلى ذهنى عقب إعلان النتائج النهائية لانتخابات الشورى هو عدم حصول حزب الوفد ـ بكل تاريخه وعراقته ـ على أى مقاعد، فى الوقت الذى استطاعت فيه أحزاب أخرى حجز أماكن لممثليها داخل مجلس الشورى، مثل حزب الغد والناصرى والجيل والتجمع، حتى ولو بكرسى واحد لكل حزب.
فغياب الوفد عن "الشورى" أثار لدى بعض التساؤلات من أمثلة: لماذا لم يحصل الوفد على أية مقاعد فى مجلس الشورى مثل الأحزاب الأخرى؟ وما هى حقيقة ما أثير حول وجود صفقة بين الحزب الوطنى وحزب الوفد حول مقاعد الشورى؟ وهل لكى ينفى الوطنى ما تردد حول هذه الصفقة حرم الوفد ممن يمثله داخل الشورى؟ وهل كان لرئيس الوفد الجديد السيد البدوى دور فى إفساد هذه الصفقة، فربما بقدومه رئيساً للوفد اختلفت الاتفاقات؟
ترجع البداية إلى نشر الدكتور عمار على حسن مقالاً فى الصفحة التاسعة من "المصرى اليوم" بتاريخ 14 مارس الماضى تحت عنوان "صفقة بين الوطنى والوفد على حساب البرادعى وتحجيم الإخوان"، أكد خلاله أن الصفقة تضمن للوفديين 23 مقعداً فى البرلمان الجديد والدوائر مع تحديد الأسماء، وأن نتائج الانتخابات المقبلة ستكون محددة مسبقاً.
من البديهى أن ينفى حزب الوفد ـ المعارض ـ وجود أى صفقة مع الحزب الوطنى، فأكد محمود أباظة رئيس حزب الوفد وقتها عدم صحة ما نشرته جريدة المصرى اليوم حول وجود الصفقة، وطالب الجريدة بكشف الأدلة التى تمتلكها والتى جعلتها تنشر الخبر، بل وتقدم ببلاغ للنائب العام ضد "المصرى اليوم" وعمار على حسن، كما تقدم كل من محمود على محمد نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، ونافع هيكل عضو حزب الوفد ببلاغين آخرين إلى المستشار محمد غراب المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة الكلية، ضد كل من مجدى الجلاد رئيس التحرير وعمار على حسن الكاتب الصحفى بالجريدة، واستمعت النيابة لأقوال كل منهم، إلى أن انتهت القصة ـ القضية ـ بالحفظ والاعتذار.
كذلك نفى الحزب الوطنى متمثلاً فى الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب، وجود هذه الصفقة، وأكد أنه تم نشر بيان ينفى ما تردد، وأنه لا توجد أى صفقات بين الوطنى وأى حزب آخر، وأن صفقة الوطنى الوحيدة هى مع المواطن المصرى.
اللافت للنظر والمدهش فى الوقت ذاته، هو خروج حزب الوفد من انتخابات الشورى صفر اليدين، لا مقعد كما هو الحال مع الغد والناصرى والجيل والتجمع، ولا 23 مقعداً كما قال عمار على حسن، وأجدنى فى حاجة ماسة لمن يفسر لى سبب ذلك، ويعطنى إجابة شافية، وأكون له من الشاكرين، فربما لم تكن هناك صفقة من الأساس، وربما لم تتم لأن أمرها "اتفضح"، وربما اختلفت الموازين بقدوم "البدوى" وخروج "أباظة" من رئاسة "الوفد".
على خليل يكتب: أين ذهبت صفقة "الوفد" مع "الوطنى"؟
السبت، 05 يونيو 2010 07:18 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة