سعيد محمود سالم يكتب: العبقرية رجل

السبت، 05 يونيو 2010 06:42 م
سعيد محمود سالم يكتب: العبقرية رجل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مسألة العلاقة الأبدية بين الرجل والمرأة، كان رأيى وما زال متمحوراً حول مقولة مفادها: أن العبقرية رجل!

وقد بنيت هذا الرأى حين بنيته على مجموعة أسس، منها على سبيل المثال وليس الحصر، أن أول الخلق من بنى الإنس هو رجل، وأن جميع الأنبياء والرُسل رجال، وأن الله عز وجل حين أشار إلى القوامة فقد خص بها الرجل دون سائر المخلوقات، ومنها أيضاً أن جميع المخترعات من حولنا والتى تتمتع بها جميع حواس البشرية هى نتاج قرائح فكرية لرجال عاهدوا الله على التقدم والتطور البشرى واستكمال نهضة العالم أجمع بعد أن منحهم الله الألمعية الذهنية لاختراع ما بينا من مُخترعات تُساعد أولاً بأول على النهضة، ناهيك عن ما تُحققه من مُتع ومتاع، كالسيارة والطيارة والباخرة والتلفاز والراديو والنت والريموت والغسالة والبوتاجاز والموبايل ومختلف الأدوية ومختلف الصناعات والكهرباء والكمبيوتر.. إلخ إلخ!.

وهو رأى وإن (صح) فليس الرجل فى حاجة إلى صحته ليُزيد من قدره كرجل، كما أن صحته لم تُنقص من قدر المرأة أبداً،
فكلاهما يُمثل نصف المجتمع، وإن كان الرجال يمثلون الغالبية فلا يجوز لأيهما تهميش أى دور لكلاهما إذا أردنا مجتمعا سليماً مُعافاً لا مجتمع معوق، أو أردنا مجتمعا قائما على المشاركة الإيجابية بينهما فى تحقيق الأهداف الدنيوية والأخروية!.
فالرجل والمرأة كيانان يستحيل قيام مجتمع بدون أيهما سواء من حيث بقاء النوع، ومن حيث أى حيثيات أخرى قد تتعلق بالحُب والتوحد وممارسة مختلف الغزائز!.

ولكن لماذا نُعذب أنفسنا فى عملية توزيع الأدوار بينهما؟! فتلك هى المُشكلة!

فمنذ أن أعطى الرجل المرأة حق العمل خارج المنزل والخلاف قائم على أشُده بينهما بحثاً عن إجابة لدور كلاهما فى مسئولية البيت والأولاد والتدبير المنزلى، وعن إجابة للسؤال أين حقوق المرأة؟ وهل دخل المرأة من عملها يجب أن يكون لها أو لأسرتها؟ وهل يجب على الرجل مساعدتها فى شئون المطبخ والغسيل وتحضير فطار الأولاد أم لا!؟

ومن منهما يجب أن يملُك عصا قيادة المنزل.. ومن منهما أكفأ لتلك القيادة سواء داخل المنزل أو خارجه؟! إلى آخر هذه الاختلافات البيزنطية!.

الأمر عندى يا سادة يا كرام فى منتهى البساطة، يتلخص فى ما بين القوسين الآتيين: (( أُعلن انحيازى انحيازاً تاماً لضرورة حصول المرأة على حقوقها- ورغم ذلك فأنا ضد عمل المرأة "خارج البيت"، ولها أن تعمل "داخله"، وهى فى كامل لياقتها الأمومية! وهى فى كامل لياقتها التربوية! وهى فى كامل أنوثتها وحنانها وجاذبيتها ونعومة ألفاظها ودعواتها! وبعد تحصيلها العلم من المدرسة ومن الجامعة )).
فإذا كان أولى بنا وأجدر أن نُطالب بحق المرأة فى تولى منصب وزيرة، ورئيس وزراء، ورئيسة جمهورية، ونائبة برلمان!
فليس من الأولى بنا وأجدر أن نُطالب بأن تكون قبل ذلك أُماً صالحة، وزوجة طائعة؟!

فاعتقادى جازم بأن شاعرنا العظيم، شوقى، حين قال: الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.. كان يقصد إعدادها لتربية الأولاد تربية سليمة تؤدى إلى نماء المجتمع واكتمال أركانه اكتمالاً غير منقوص قائم على جناحين، جناح يعمل خارج المنزل وجناح داخله، فهكذا تستقيم الأمور، وهكذا تُزال الخلافات والاختلافات وتتوالى علينا بعد ذلك أجيال كاملة النمو طالما حلُمنا بها ولم نزل بها حالمين!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة