دعا البابا بنديكتوس السادس عشر السبت فى نيقوسيا إلى حوار الديانات بين المسيحيين والمسلمين مؤكدا أنه "عمل مثابرة" وذلك فى اليوم الثانى من أول زيارة يقوم بها إلى جزيرة قبرص المتوسطية المقسمة.
وقال البابا إن "الكثير لم ينجز بعد فى العالم" فى الحوار بين الأديان، فى الجزيرة المقسمة بين جمهورية شمال قبرص التركية (التى لا تعترف بها سوى أنقرة) وأغلبية سكانها من المسلمين وجمهورية قبرص فى الجنوب حيث الأغلبية من الأرثوذكس.
وفى هذا السياق اعتبر البابا أن الكاثوليك القبارصة "أمامهم فرص لانجاز عمل منصف وحذر" مؤكدا أن "فقط بعمل المثابرة يمكن بناء الثقة المتبادلة وتجاوز عبء التاريخ والاختلافات السياسية والثقافية بين الشعوب لتتحول إلى دوافع العمل على تفاهم أعمق".
وأضاف "أشجعكم على الدفع ببلورة تلك الثقة المتبادلة بين المسيحيين وغير المسيحيين كقاعدة لإرساء سلام دائم".
وقد أعلن البابا الجمعة على متن الطائرة التى نقلته إلى قبرص انه "يجب أن نكون قادرين على الحوار مع إخواننا المسلمين ومواصلة هذا الحوار من اجل تعايش يكون مثمرا أكثر فأكثر".
وقد يلتقى البابا عصر السبت مفتى شمال قبرص يوسف سويمز الذى طلب هذه المقابلة، وصرح الناطق باسم الڤاتيكان الأب فدريكو لومباردى الجمعة للصحافيين "ثمة إمكانية لعقد اللقاء".
ودعا البابا أيضا الكاثوليك إلى الحوار داخل الكنيسة المسيحية مشددا على أن "البحث عن وحدة أكبر فى الرحمة بالمسيحيين الآخرين جزء أساسى" من "مهمة" كنيستهم.
ويزور البابا قبرص بدعوة من الرئيس القبرصى ديمترى خريستوفياس وكذلك رئيس أساقفة الكنسية الارثذكسية القبرصية خريسوستوموس الثانى الذى سيستقبله قبل الظهر فى مقر البطركية بنيقوسيا.
وندد رئيس قبرص من جهته "بالاحتلال العسكرى الأليم" من قبل تركيا لثلث جزيرة قبرص مذكرا بان نيقوسيا "تظل آخر عاصمة أوروبية مقسمة".
من جهته دعا إلى قيام "فدرالية" بين قسمى الجزيرة القبرصى اليونانى والقبرصى التركى مشيرا إلى أن ذلك "يتطلب من تركيا أن تغير سياستها وان تتفاوض" وطلب من المجتمع الدولى "ممارسة نفوذه" فى هذا الاتجاه.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ أن احتل الجيش التركى ثلثها الشمالى العام 1974 ردا على انقلاب نفذه قبارصة يونانيون قوميون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان.