ينتقل قطار المونديال، إلى محطة جديدة، ويتوقف عند "مهد كرة القدم الحديثة"، إنجلترا الملقب بـ"الأسود الثلاثة".
خلال الـ44 عامًا الأخيرة، وبالتحديد منذ يوم 30 يوليو 1966، حين رفع بوبى مور كأس العالم، معلنًا تتويج المنتخب الإنجليزى بالمونديال على حساب ألمانيا، لم تُعلق الجماهير الإنجليزية آمالها على جيل من اللاعبين لتكرار الإنجاز العالمى، قدر الجيل الحالى الذى يقوده الإيطالى المخضرم فابيو كابيللو.
وخلال 12 مشاركة فى المونديال، لم يكن بلوغ الدور نصف النهائى، هو أقل مطلب للجماهير الإنجليزية إلا مع المجموعة الحالية من اللاعبين.
تأهل سهل
وقع المنتخب الإنجليزى فى المجموعة السادسة فى التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال مع منتخبات.. أوكرانيا وكرواتيا وبيلاروسيا وكازخستان وأندورا.. ولم يشكل أى من المنتخبات الخمس المذكورة تهديدًا على الأسود الإنجليزية عدا كرواتيا التى كانت سببًا مباشرًا فى حرمان إنجلترا من التأهل للمونديال.
تجاوز المنتخب الإنجليزي، صدمة عدم التواجد فى منافسات كأس الأمم الأوروبية سريعًا، وبدا أبناء فابيو كابيللو، عازمون على تأكيد تفوقهم القارى.. وهو ما ظهر خلال العشر مباريات التى خاضها المنتخب الإنجليزى فى التصفيات، حيثُ حقق تسعة انتصارات، وخسر فى لقاء وحيد أمام أوكرانيا بهدف نظيف.
وانتقم "الأسود" من كرواتيا، بالفوز عليه ذهابًا على أرضها بأربعة أهداف مقابل هدف، وإيابًا بخمسة أهداف مقابل هدف.
أزمات عاصفة "قبل المونديال"
النجاح الكبير الذى حققه المنتخب الإنجليزى فى تصفيات المونديال، تلاه أكثر من أزمة عاصفة قُبيل انطلاق كأس العالم بأشهر قليلة.
ويُعد الخلاف الشهير بين واين بريدج وجون تيرى، بعد تورط الأخير فى علاقة جنسية مع فانيسا برونكيل صديقة بريدج السابقة وأم أولاده، هو الأكثر تأثيرًا على "الأسود" قبل انطلاق المونديال.. حيثُ ترتب عليه نتيجتين.. الأولى، سحب شارة قيادة المنتخب من تيرى، والثانية، اعتزال بريدج اللعب دوليًا.
كما تعرض المنتخب الإنجليزى لأزمة مشابهة كان بطلها آشلى كول، الظهير الأيسر لتشيلسى، بسبب تورطه فى أكثر من فضيحة جنسية هو الآخر.. وأمام هذه "الأزمات"، قام كابيللو بتوجيه تحذير شديد اللهجة للاعبيه، حيثُ أكد لهم أن أى لاعب سيتورط فى فضيحة أخلاقية فلن يكون له مكان فى المنتخب.
كابيللو.. أعاد الهيبة والانضباط للأسود
"كنت أشعر بالخوف منه، ولا استطيع التحدث معه".. "منذ اليوم الأول، أيقنت أننى أمام شخص يتمتع بشخصية قوية حازمة، ولا يقبل التهاون أو الاسترخاء".. التصريحان السابقان لنجمىْ الكرة الإنجليزية.."ثيو" و"الكوت" المستبعد من القائمة النهائية للمونديال، وفرانك لامبارد لاعب وسط تشيلسي، يكشفان ببساطة "سر انتصارات" إنجلترا خلال تصفيات كأس العالم، والسبب الرئيسى فى تواجدها على رأس المرشحين للفوز بكأس العالم، إنه الإيطالى المخضرم، ذو الـ64 عامًا، فابيو كابيللو، المدير الفنى للأسود.
إسناد تدريب المنتخب الإنجليزى لكابيللو، خلفًا لستيف ماكلارين الذى فشل فى قيادة المنتخب الإنجليزى للتأهل لكأس الأمم الأوروبية، كان "الاختيار الأمثل" ليس للقدرات الفنية التى يتمتع بها المدرب الذى حصد 14 لقبًا خلال مسيرته التدريبية فحسب، ولكن لشخصيته القوية التى أعادت "الهيبة" للمنتخب الإنجليزى، وفرضت الانضباط على لاعبيه.
رونى.. سلاح الإنجليز الفتاك
تعانى قائمة المنتخب الإنجليزى فى مونديال 2010 من "تخمة النجوم".. فلا يوجد خط من خطوط الفريق الثلاثة "الوسط والدفاع والهجوم" إلا ويضم مجموعة من أبرز لاعبى العالم.
وإن كان خط وسط إنجلترا، مصدر رعب لكل الفرق المنافسة بتواجد ستيفين جيرارد وجاريث بارى وفرانك لامبارد وشون رايت فيليبس وغيرهم، فإن هجوم الإنجليز يُعد أقوى أسلحتهم فى كأس العالم، بقيادة واين رونى مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزى.
قدم رونى أفضل مواسمه الكورية مع مانشستر يونايتد هذا العام، ونجح المهاجم الأصلع فى إحراز 44 هدفًا مع الشياطين الحمر فى مختلف المسابقة خلال موسم "2009 -2010".
ويتميز رونى بقدرات خاصة، سواءً فى إنهاء الهجمات أو صناعة الأهداف لزملائه، كما يجيد اللعب كرأس حربة صريح أو كمهاجم على الأطراف.
وكان رونى قد عجز عن تسجيل أى هدف خلال منافسات كأس العالم الماضية "ألمانيا 2006"، والتى بلغ فيها منتخب إنجلترا ربع النهائى، قبل أن يخسر من البرتغال بضربات الجزاء.
يُّذكر أن المنتخب الإنجليزى شارك فى كأس العالم، 12 مرة سابقة، أحرز خلالها اللقب مرة وحيدة، عام 1966، وبلغ نصف النهائى مرة وحيدة فى مونديال 1990.
وتلعب إنجلترا فى المجموعة الثالثة من كأس العالم مع منتخبات.. الولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا والجزائر.
الطريق إلى المونديال..
أسود إنجلترا جاهزة لاقتناص اللقب
السبت، 05 يونيو 2010 01:32 م
منتخب إنجلترا الملقب بـ"الأسود الثلاثة"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة