يرى روبرت كيجان، فى عموده على صفحات الرأى بالواشنطن بوست، أن أوباما فى حاجة لدعم المصريين، فضلا عن دعم الرئيس حسنى مبارك.
وقال إن أوباما اختار القاهرة حينما أراد أن يلقى خطابه للعالم الإسلامى، وهو اختيار استفزازى، فمصر التى تمثل حليفا قريبا من الولايات المتحدة يمثلها نظام سلطوى عمره ثلاثون عاما.
وقال كيجان: "حينما زار أوباما القاهرة لأول مرة أكد على ضرورة احترام الحكومة لإرادة الشعب، وقال إن الزعماء لابد أن يحافظوا على سلطة الشعب بالموافقة وليس الإكراه.. وقتها ظن المصريون أنه يستهدف نظام مبارك بهذه التلميحات وهتف أحدهم "بنحبك يا أوباما"، والآن وقد مضى عام على هذه الزيارة، تظهر المفارقة، فالمصريون باتوا فى حيرة من أمر أوباما.
ففى مقابلات بالقاهرة هذا الأسبوع، أعرب المجتمع المدنى المصرى والناشطون السياسيون من مختلف الانتماءات عن خيبة أملهم، متسائلين "نعلم أنهم مشغولون، لكن هل لا يمكن لإدارة أوباما منح وقت قليل جدا للالتفات لما يحدث داخل مصر؟!، وأضافوا "إنه رجل لطيف، لكننا لا نعتقد أنه سيفعل أى شىء لنا".
ويشير الكاتب إلى أن خيبة الأمل لدى المصريين مفهوم أسبابها بالطبع، فبينما تستعد مصر لموجة من الانتخابات المثيرة للجدل فى 2010 و2011، تبدو إدارة أوباما صماء، عازمة على الاستمرار فى تحسين العلاقات مع نظام مبارك الهش، حتى إنها خفضت المساعدات الخاصة بأجندة الديمقراطية فى مصر بمقدار النصف.
ويتم تجاهل الأسئلة التى تثار داخل الإدارة الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان بمصر، وأخيرا قامت الحكومة المصرية بتجديد العمل بقانون الطوارئ لعامين قادمين، مضيفا أن نظام مبارك يستبعد بشكل منظم أى قائد جديد يتمتع بتأييد شعبى، ليترك مستقبل كرسى الرئاسة فى ظلام كئيب، وفى سعى إدارة أوباما لتحقيق استقرار وهمى، فإنها تقف صامتة ومترقبة.
ويؤكد الكاتب الأمريكى أن إدارة أوباما تكرر الخطأ الذى ارتكبته الإدارات الأمريكية وقت الحرب الباردة، حينما ساندت الديكتاتوريات اليمينية، واتضح ذلك فى نتائج خطابه الذى عمل على بناء الجسور مع قادة وحكومات العالم العربى متجاهلا مخاوف الشعوب المتزايدة.
ويختم الكاتب مقالته مشيرا إلى أن الفرصة مازالت سانحة أمام الإدارة الأمريكية لتغيير سياستها الفاشلة، وقال إنه يمكن لجو بايدن، نائب الرئيس أوباما، أن يستغل فرصة زيارته للقاهرة هذا الأسبوع من خلال إجراء محادثات صريحة مع مبارك وغيره من كبار المسئولين، ويؤكد على رغبة الولايات المتحدة فى إجراء انتخابات حرة ونزيهة للمصريين، وقال: "بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة المؤسف من دعم الظالمين بدلا من المظلوم فى هذا الجزء من العالم، فإنه التزامها بمساندة انتخابات حرة نزيهة من شأنه أن يكون "بداية جديدة" يلتمسها الشعب المصرى.
ردود أفعال متباينة عن موقف مبارك من مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة