«الفريسكا، الفريسكا، ياحلو يا إسكندرانى اللى ماكلش الفريسكا، مازارش إسكندرية».. هذه هى الكلمات التى يرددها المعلم بدر منذ ربع قرن حين جاء إلى الإسكندرية من الصعيد وعمره 25 سنة.
الصيف هو موسمه، لكنه يبيع الفريسكا أيضاً فى الشتاء من الإسكندرية إلى مرسى مطروح، يقول بدر: «تغربت مع عائلتى منذ زمن طويل من أجل الفريسكا، التى ورثت صناعتها وبيعها عن أجدادى وأجداد أجدادى. وإسكندرية اشتهرت ببيع الفريسكا وطعمها الذى أذهل المصريين والأجانب أصل البحر ميحلاش من غير الفريسكا».
ينهمك المعلم بدر لدقائق فى البيع ويعاود حديثه قائلاً: «بشتغل من الصبح لغاية المسا، وباتعامل مع مصنع بسكويت فى معمورة البلد، لأن الفريسكا لا يمكن صناعتها فى البيت لأن ليها ماكينات معينة، وهى عبارة عن رقائق البسكويت الرفيعة الدائرية المحشوة بالمكسرات والعسل، وأسعارها 75 قرشا أو جنيه، أما السواح فبيتعاملوا معايا بالدولار أو باليورو، وطبعا بكون سعيد أوى وفرحان، وببيع الفريسكا على الشواطئ وفى القرى السياحية وأماكن المصيف من أول بحرى حتى قبلى، فالفريسكا من التراث الشعبى يعنى من زمن السمن البلدى والخميرة العجينة والسمسم وجوز الهند».
طعم الفريسكا مرتبط عند عم بدر بجو البلاج، يقول «الفريسكا من «طقوس» المصيف وأنا عن نفسى باكل 5 قطع يومياً، وبصحى مع شروق الشمس أبدأ فى شراء الفريسكا من المصنع، وأتوكل على الله وأرسى على مرسى قلعة قايتباى وش السعد عليا فى رزقى ومهنتى، طبعا زمان كان خير الفريسكا كتير، والعيشة دلوقت بقت مرّة، لكن الرضا، والفريسكا، ويوسف ودنيا ومنة ولادى، بيحلوا دنيتى، بكسب فى اليوم ما بين 20 إلى 30 جنيه، وفى الشتاء بفضل شايل صندوق الفريسكا على كتفى من أول النهار لآخره ويبقى كويس أوى لو طلعت بـ7 جنيه فى اليوم، وده معناه إنى لازم أشتغل كتير فى الصيف علشان أشيل للشتاء».
بس أنا بحب شغل الفريسكا، ومافكرتش اشتغل حاجة تانية، بالعكس أنا ناوى إن شاء الله أورثها لابنى يوسف، ونفسى فى يوم أكبر ويبقى عندى مصنع ولو صغير للفريسكا، وكمان نفسى أتعلم إنجليزى علشان أعرف أقنع السواح بشراء الفريسكا وممكن كمان أفتح سوق برة، فأصعب موقف بيمر عليا لما معرفش أسوق الفريسكا للأجانب، بس المرشد السياحى اللى معاهم بيسهل الموضوع عليا فى البيع و الشراء لأن صاحبك عارف 3 كلمات بس yes , no ,ok».