صدرت مجموعة الأعمال الكاملة للشاعر والروائى والمسرحى الراحل على أحمد باكثير عن المجلس الأعلى للثقافة بمناسبة ذكرى مئويته والتى يحتفل اتحاد الكتاب العرب بها حاليا فى القاهرة، بمؤتمر يختتم فعالياته مساء اليوم الجمعة حمل عنوان "على أحمد باكثير ومكانته الأدبية" بقاعة نجيب محفوظ بالدور الأرضى بمبنى اتحاد الكتاب بقلعة صلاح الدين.
على أحمد باكثير المولود فى حضرموت باليمن عام 1910 والراحل عام 1969 أحد أشهر من كتب الرواية والمسرحية فى أدبنا العربى الحديث، جاء مصر عام 1934، واستطاع خلال سنوات قليلة أن يصبح واحدا من أبرز كتاب الرواية المسرحية فى مصر، ومن أهم الأدباء العرب وأنضجهم فى القرن العشرين، ويضم المجلد الأول الذى صدر عن الأعلى للثقافة روايات باكثير الثلاث "وا إسلاماه" و"سلامة القس"
و" ليلة النهر".
وجمع أعمال باكثير الدكتور محمد أبو بكر حميد الذى كتب فى مقدمة الكتاب تعريفا بباكثير ذكر فيها حلمه بإمارة الشعر بعد شوقى لدى مجيئه إلى مصر، لكن التحاقه بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة فؤاد الأول"جامعة القاهرة" جعله يتخلى عن هذا الطموح الشعرى لصالح فن المسرحية، وفى الوقت نفسه كتب الرواية، وحقق نجاحا فيها، حيث حصد عدة جوائز فى المسابقات الأدبية، وقررت بعض رواياته على طلاب المدارس، وأخرج عددا كبيرا منها للسينما، وجاء إجمالى نتاج باكثير الروائى ست روايات هم " سلامة القس"، "وا إسلاماه" و" ليلة النهر" و"الثائر الأحمر" و"سيرة شجاع" و"الفارس الجميل" وقصة قصيرة واحدة هى "عودة المشتاق".
وظهر اسم باكثير الروائى فى مصر فى بداية الأربعينات حيث كان هو ونجيب محفوظ من أوائل المنضمين للجنة النشر للجامعيين، التى أسسها عبد الحميد جودة السحار عام 1943 لنشر أعمال الأدباء الشبان، وفاز باكثير ونجيب محفوظ بجائزة السيدة قوت القلوب الدمرداشية واقتسما قيمة الجائزة وحصل كل واحد منهما على أربعين جنيها.
وكانت أول جائزة يحصل عليها باكثير ومحفوظ، الأول عن روايته " وا إسلاماه" والثانى عن روايته "كفاح طيبة"، وتم تدريس رواية "وا إسلاماه" على طلاب المدارس فى مصر بدءً من عام 1945، لتكون أول رواية لأديب غير مصرى تقرر على طلاب المدارس.
ويؤكد أبو بكر حميد فى مقدمته للأعمال الكاملة لباكثير أن رواية "وا إسلاماه" أنقذت مؤلفها من السجن، عندما وقعت الفتنة بين رجال ثورة يوليو، والإخوان المسلمين، عام 1954، حيث كان اسم باكثير ضمن الأسماء التى لا يمكن اعتقالها إلا بإذن من الرئيس جمال عبد الناصر، وكان طلب اعتقاله بحجة أنه كان ينشر بعض مسرحياته فى صحيفة "الإخوان المسلمون" كما تربطه علاقات ودية ببعض الإخوان وبخاصة سيد قطب بصفته ناقدا أدبيا، لكن جمال عبد الناصر رفض اعتقاله، وكرمه بعد ذلك بتسع سنوات ومنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وذكر حميد مقولة عبد الناصر التى قالها لباكثير وهو يكرمه "وا إسلاماه أكثر عمل أدبى تأثرت به قبل الثورة بعد "عودة الروح" لتوفيق الحكيم.
كما نقل حميد أيضا عبارة أمين هويدى رئيس المخابرات المصرية الأسبق فى المقدمة أن هذه العبارة أنقذت باكثير من السجن مرة أخرى عام 1966 لصلته بسيد قطب، حيث برر عبد الناصر رفضه لاعتقال باكثير أن هذه الصلة التى تربطه بقطب صلة أدبية ليس أكثر، وأن باكثير لا ينتمى إلى تنظيمات سياسية.
جدير بالذكر أن رابطة الأدب الإسلامى العالمية تشارك فى الاحتفال بمئوية باكثير فى مؤتمر اتحاد الكتاب العرب، وساهمت فى إعادة نشر مسرحياته الإسلامية القصيرة فى طبعة خاصة صدرت عن مكتبة مصر، وكتب مقدمتها أيضا الدكتور محمد أبو بكر حميد، وطرح باكثير من خلال هذه المسرحيات الموضوعات التاريخية الدينية والأسطورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة