قالت صحيفة "كريستيان ساسنس مونيتور" الأمريكية إن الحزب الوطنى، حزب الرئيس مبارك، أحكم قبضته على السلطة قبل الاتجاه إلى عام متوتر من الانتخابات التى يمكن أن تؤدى إلى تغيير الرجل الذى كان أحد أعمدة السياسة فى الشرق الأوسط منذ عام 1981.
أبرزت الصحيفة فوز الحزب الوطنى الكاسح فى انتخابات مجلس الشورى، مشيرة إلى قلة المشاركة من قبل الناخبين فى هذه الانتخابات، والاتهامات بالتزوير والتخويف من قبل الدولة، وهو نمط مألوف فى الانتخابات على حد تعبيرها.
وتمضى الصحيفة الأمريكية فى القول إنه على الرغم من أن مجلس الشورى ينظر إليه باعتباره خاتماً مطاطياً للرئيس مبارك الذى يقوم بتعيين ثلث أعضائه، إلا أن الانتخابات التى أجريت يوم الثلاثاء كانت اختباراً لمدى السيطرة التى سيفرضها النظام مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب الأكثر أهمية فى سبتمبر المقبل والانتخابات الرئاسية فى سبتمبر العام المقبل، كما أن النتيجة تجعل من غير المرجح على الأغلب أن أى مرشح مستقل مثل محمد البرادعى، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يخوض سباق الانتخابات الرئاسية.
وتنقل "ساينس مونيتور" عن عماد جاد، المحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قوله: "أنه إذا كانت الحكومة تتحكم فى مجلس الشورى فلن يكون هناك أى فرصة لمستقل لخوض السباق، ولفتت الصحيفة إلى أن انتخابات مجلس الشورى الماضية عام 2007 قد أجريت دون إشراف قضائى، وتم فيها ممارسة العنف من جانب الدولة وضرب المعارضة البرلمانية على يد رجال الشرطة، واعتقال 800 ناشط من جماعة الإخوان المسلمين، وقال المحللون السياسيون فى ذلك الوقت أن مستوى التزوير فى الانتخابات يعد دليلاً على أن اللجنة الانتخابية تخدم مصالح الحزب الوطنى وليس الشعب المصرى.
ويرى حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن غياب القضاء يعنى أن هذه الانتخابات أقل نزاهة من سابقتها فى عام 2007، وهذا مؤشر يثير القلق للغاية بشأن انتخابات مجلس الشعب الأكثر حسماً وأهمية.
أما عن موقف جماعة الإخوان المسلمين من هذه الانتخابات فنقلت الصحيفة عن عصام العريان المتحدث باسم الجماعة قوله: "إنه تم منع المراقبين من لوصول إلى صناديق الاقتراع، "ومنع الناخبين فى بعض الأحيان تم منعهم ما لم يكونوا يحملوا بطاقات الحزب الوطنى".
كما اتهم الإخوان المسلمون النظام بمضايقة مرشحيهم الذين لم يفز أحد منهم، أثناء الاستعداد للانتخابات، وقاموا بإزالة ملصقات الدعاية الانتخابية الخاصة بهم، واعتقلوا أنصار الجماعة فى جميع أنحاء البلاد.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن النظام الحاكم فى الماضى كان ما يشغله أساس التحدى المفروض عليه من جماعة الإخوان المسلمين، لكن عودة البرادعى قد ألهبت المعارضة السياسة، ودفعت النظام إلى مضاعفة جهوده للحفاظ على قبضته على السلطة.
ساينس مونيتور: الحكومة تحكم قبضتها على السلطة قبل عام التوتر
الجمعة، 04 يونيو 2010 03:56 م