«ريهام خلف» 26 سنة، من ذوى الاحتياجات الخاصة، فهى بكماء ولديها إعاقة بيديها وقدميها، وتجلس على كرسى متحرك، ومع ذلك فهى أنيقة، وكما يحكى والداها، ترفض أن تخرج من باب البيت دون أن يكون شعرها منسقا، واكسسواراتها مكتملة، وشنطتها من نفس لون حذائها.
تعيش ريهام مع أسرتها، تجلس وسطهم فى مباريات الأهلى لتشجعه، وتستيقظ كل صباح فترسل على الرغم من الإعاقة رسائل موبايل لجميع أقاربها، وتكتب على الكمبيوتر بذقنها.
يقول والدها خلف عوض إبراهيم، الذى يعمل محامياً: « تعانى ريهام من إعاقة ذهنية وبدنية منذ الصغر، ولم نكتشف إعاقتها إلا بعد 5 شهور من ولادتها، عملنا لها جلسات كهرباء، وعلاجات كثيرة، وحاولنا نعالجها على نفقة الدولة أو نخلى أحد المراكز الخاصة بالمعاقين يتبناها دون فائدة، ثم خاطبنا وزارة الشؤون الاجتماعية التى أعطتنا خطابا لكى نتوجه لجمعية الوفاء والأمل لمساعدة ريهام وضمها ورعايتها، لكن الجمعية ردت بالرفض، بحجة أنها لا تقبل الحالات متعددة الإعاقات».
وعن قصة كتابة ريهام على الكمبيوتر والموبايل يقول الأب: «والله أنا كنت بسيبها تتفرج على برامج عبدالبديع القمحاوى فى التليفزيون، هى كانت شغوفة واحنا مخدناش بالنا، كنا بنسيبها علشان منزعلهاش، واتفاجئت بها بتعمل محاولات على الكى بورد لما اشترينا الكمبيوتر من 5 سنوات لإخواتها، وبقت تقعد وتعافر تضغط بدقنها ع الحروف، وأحيانا بأنفها، ولقيناها بتكتب، وكانت مفاجأة لينا كلنا، لأن ريهام لا تتكلم، ولا تستطيع الإمساك بالقلم، وأكثر حاجة أثرت فىّ إنى لقيتها عاملة ملف على الكمبيوتر اسمه رسائل إلى الله، تحكى حالها، وترجو الله أن يشفيها».
يضيف الأب: ريهام احترفت الكتابة على الكمبيوتر بدقنها وأنفها، وكل ما أشوفها أدعى لها أن ربنا يعينها ويشفيها.. يارب.
