◄◄ تحويل مستشفى العجوزة إلى مركز أعصاب عالمى.. وتطوير مشروع الإسعاف تكلف مليار جنيه.. والسيارة تصل للمريض خلال 8 دقائق فقط
«الاعتراف بالحق فضيلة».. وهو ما فعله النائب حيدر بغدادى، عضو مجلس الشعب، الذى تقدم ببيان عاجل لمجلس الشعب يؤكد فيه أن وزارة الصحة استوردت ما قيمته 48 مليون جنيه أمصال شلل أطفال فاسدة من إندونيسيا، واتضح بالبحث عن حقيقة المستندات أنها مزورة، وقررت وزارة الصحة تقديم بلاغ للنائب العام ضد النائب، وبعد التأكد من حقيقة المستندات، لم يجد النائب حيدر بغدادى غضاضة من أن يذهب لمكتب وزير الصحة ويقدم للدكتور حاتم الجبلى اعتذاراً مكتوباً يؤكد فيه أن هدفه من تقديم البيان العاجل هو المصلحة العامة.
وحول هذا الموضوع وصف الدكتور عبدالرحمن شاهين، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، المستندات التى تقدم بها النائب حيدر بغدادى لرئيس مجلس الشعب واتهم فيها الوزارة باستيراد أمصال فاسدة لشلل الأطفال بـ«المزورة»، وأوضح فى حوار مع «اليوم السابع»، أن الشركة القابضة للأمصال واللقاحات والمصرف العربى الدولى أثبتا ذلك وأكدا أنهما لم يصدرا أى أوراق تفيد باستيراد جرعات أمصال لشلل الأطفال من إندونيسيا.
وأكد شاهين أن مشروع القضاء على مرض شلل الأطفال بدأ فى مصر قبل 20 عاماً وبدعم سياسى من الدولة والسيدة سوزان مبارك، وأثبت نجاحاً يعكسه عدم تسجيل أى إصابة بالمرض فى مصر منذ عام 2008، وسيستمر لمدة عامين إضافيين حتى ينتهى تماماً من مصر دون رجعة.
وتابع «لسبب ما لا نعرفه وصلت مستندات إلى النائب حيدر بغدادى واستند إليها فى بيان عاجل قدمه بمجلس الشعب وعلمنا نحن بالأمر بعد ساعتين وكان لزاما علينا أن نرد فى البرلمان فى تمام التاسعة صباحاً لأن البيان عاجل لذلك اجتمعنا ليلا فى الوزارة وأحضرنا الدكتور محمد ربيع رئيس الشركة القابضة للأمصال واللقاحات والدكتور عمرو قنديل المسؤول عن الطب الوقائى فأكدا أن المستندات مضروبة.
وأضاف شاهين أن المستند الذى قدمه بغدادى عن مخاطبة موجهة لرئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للشركة المصرية لإنتاج الأمصال واللقاحات وموقعة من المستشار نائب رئيس مجلس الدولة ومختومة وحاصلة على رقم صادر مزور أيضاً.
واستطرد: «كلمنا المستشار نائب رئيس مجلس الدولة وحضر مشكوراً للوزارة ليلاً فقال نعم هذا التوقيع توقيعى وهذا الاسم اسمى، لكن هذا الخطاب لم يخرج من عندى وبعدها تحقق لنا أن الخطاب والرقم الصادر خاص بخطاب إدارى يتعلق بنقل صيدلى واتضح أن الرقم الصادر للخطاب الثانى وهو 1452 عن اجتماع دورى» عادى.
وتابع «أما الاعتماد البنكى الذى يدعى فتح حساب لدخول لقاحات شلل الاطفال فى عام 2009، الذى أكد النائب حيدر بغدادى أنه حصل عليه، فجاءتنا معلومات أن النائب سيعلن هذا المستند يوم الجمعة عبر شاشة قناة المحور فى برنامج 48 ساعة، فعلى الفور أجرى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة اتصالاً برئيس المصرف العربى الدولى وطلب منه أن يفتح البنك يوم الجمعة فى الساعة السابعة والنصف صباحاً وهو يوم عطلة رسمية، لمعرفة طبيعة المستند البنكى الذى يحمله بغدادى، وتم بالفعل فتح البنك وإخراج كل المستندات المتعلقة بالمصل واللقاح من عام 2001 وحتى الآن ولم يثبت إطلاقاً أنه تم فتح اعتماد لاستيراد أمصال شلل الأطفال من إندونيسيا والمستند البنكى المزور الذى يؤكد أن قيمة الشحنة 48 مليون جنيه، والحقيقة أن المستند البنكى الذى يحمل رقم 484 صادر عام 2006 وليس فى عام 2009 وقيمته 7 آلاف يورو وليس 48 مليون جنيه»، وعلى الفور طلبنا من المعنيين بالأمر الذهاب للبرنامج ومواجهة بغدادى بالمستندات.
وأوضح شاهين أن وزارة الصحة لديها بعض التحفظات على توقيت إثارة هذا الموضوع منها لماذا تقدم النائب ببيانه العاجل الساعة السادسة مساء، وهو يعى أن هذا الميعاد يكون فيه الموظفون وعدد من المسؤولين بالوزارات المختلفة قد انصرفوا، ومن ثم لا يتمكن الوزير من جمع أوراقه ومستنداته لأنه مطلوب منه المواجهة صباح اليوم التالى، ثم بعدما تأكد بغدادى من أن المستندين اللذين كانا بحوزته مزوران، خرج يوم الخميس مساء أيضاً وأعلن أن لديه مستنداً بنكياً جديداً سيعلن عنه فى برنامج 48 ساعة والذى يذاع على قناة المحور واختار الظهور يوم الجمعة وهو اليوم الذى يعد عطلة رسمية فى الوزارة والبنك الذى خرج منه المستند كما يدعى بغدادى.
ويؤكد الدكتور عبدالرحمن شاهين أن سير سيناريو الأحداث بهذه الطريقة يعطى انطباعاً بأن هناك سوء نية متعمدا للإساءة إلى أهم برنامج تبنته الدولة سياسياً وهو القضاء على شلل الأطفال.
وأشار سيتوقف التطعيم بعد التأكد تماماً من خلو الفيروس من مصر نهائياً.
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة من الذى يقف وراء تسريب هذه المستندات المزورة والتى وصلت الصحف ومنها «اليوم السابع»، ولابد من معرفة المتسبب وراء نشر هذه المستندات، ولكن المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أجاب عن هذا السؤال قائلاً: «نحن نعمل بكل جهد ولا يمكن أن نترك شغلنا ونهدر وقتنا فى البحث عن الجهة أو الأشخاص الذين سربوا هذه المستندات».
وأوضح المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن الوزارة وضعت مشروعا هائلا عبارة عن مركز طبى متخصص فى علوم وطب الأعصاب، بمستشفى العجوزة وهو المركز الذى سيكون بمثابة الطفرة الطبية الكبرى فى عالم الأعصاب كما سيضع حدا للاشتباك بين جراحة المخ والأعصاب وبين المخ والأعصاب الباطنة، حيث المريض يمكن أن يذهب للطبيبين بسبب هذا التداخل، ولذلك تم وضع التخصصين فى مخطط من المحتمل تطبيقه طبقا لقرار الوزير قريباً.
وقال شاهين إن تاريخنا مع خدمة الإسعاف يشوبه عدم الثقة فى خدمة الطوارئ والإسعاف، فعلى مدار سنوات طويلة جربنا خدمة الإسعاف مطالباً المريض الذى لديه حالة طارئة لا يجب أن لا يفعل شيئا مطلقاً غير أن يطلب 123 من تليفون أرضى أو من موبايل وهذه المكالمة مجانية، وأنه خلال 8 دقائق من لحظة تلقى البلاغ يصل الإسعاف إلى المريض، وبها مسعف مدرب لديه دراية بالمشاكل وسائق جيد، فمشروع الإسعاف تكلف أكثر من مليار جنيه، وأصبح أبرز المشروعات الهامة.