باتت سيناء على حافة الهاوية وفى موقف صعب بسبب التوتر المستمر بين الأمن المصرى والبدو وسط سيناء، سواء بسبب ملاحقة الهاربين من أحكام قضائية أو البحث عن عناصر أخرى تتعاون مع الأمن وترشد عن أبناء قبيلتها المطلوبين أمنياً، وما بين الخيارين، توشك سيناء أن تشهد حروباً قبلية ومعارك عنيفة بين البدو والشرطة، مما دفع العشرات من البدو إلى التهديد باستهداف خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل ومنشآت أخرى حيوية فى حالة استمرار الملاحقات الأمنية وامتهان كرامة البدو واقتحام حرمة بيوتهم.
اليوم السابع يرصد بالصور من خلال رحلة جبلية صعبة تفاصيل الاشتباكات بين البدو والشرطة فى مناطق البرث ووادى العمرو وأم شيحان، كما يرصد جانباً من حياة "المجنيين" أو الهاربين من الأحكام القضائية والملاحقات الأمنية ومطالبهم، والظلم الذى يرون أنهم تعرضوا له من الأمن، وبالتالى حرموا من النوم فى بيوتهم وأولادهم واتخذوا من الجبال ملاذا آمنا لهم يؤنسهم السلاح والحيوانات البرية.
ويقول القيادى البدوى موسى الدلح من قبيلة الترابين: للأسف لقد رجعنا إلى المربع صفر لما قبل عام 2007، لأنه بعد اعتصام ومظاهرات 2007 وعدتنا الداخلية بالإفراج عن المعتقلين والنظر فى الأحكام الغيابية وإطلاق سراح الأبرياء من السجون وحسن معاملة البدو بخلاف قضايا التنمية كل ذلك لم يتحقق منه شىء وباتت وعود الداخلية وهمية، بالتالى ليس أمامنا إلا المطالبة بتدخل جهات سيادية فى سيناء لنتعامل معها لرغبة جارفة فى عدم التعامل مع الداخلية التى تصعد فى المداهمات، وقال إن البدو فى حالة استمرار التصعيد لديهم من وسائل للتصعيد ما يحيل المنطقة إلى جحيم.
ويوضح، أن البدو الذين يحصلون على أحكام بالإفراج يتم اعتقالهم مثل حسان أبو شوشة، الذى اتهم ظلماً فى قضية نفق وحصل على البراءة والآن هو فى سجن برج العرب رغم براءته من كافة التهم.
اليوم السابع اتجهت إلى منطقة وادى العمرو قرب الحدود المصرية الإسرائيلية ورصدت خلال الطريق ما تم من اشتباكات بين البدو والشرطة، التقينا عدداً من الهاربين من القانون "المجنيين" هم بشر لحم ودم لديهم من الأخلاق والقيم مثل كل الناس لكن الظروف فرضت عليهم ذلك، ينامون بعيداً عن أسرهم وأولادهم فى حضن الجبل ليلهم نهار ونهارهم ليل ويسعون إلى العفو عنهم حتى يعيشوا بقية حياتهم بصورة طبيعية، أغلبهم هرب إلى الجبال بسبب الظلم أو الاشتباه.
إبراهيم عيد سالم يدلل على اضطهاد الأمن، قائلاً: كنت أدرس بالسنة الثالثة كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، والشرطة اتهمتنى بأننى ساهمت فى الهجوم على سيارة الترحيلات لتهريب سالم أبو لافى منها، وبالتالى وجهت لى اتهاماً بدون دليل وصدر قرار اعتقالى، لم أجد إلا ترك التعليم والهروب إلى الجبل للنجاة بنفسى ومثلى الكثيرون الذين دمرهم الأمن.
سلامة فياض يقول، إن البدو حماة الحدود من القدم و"نستطيع أن نحمى ونمنع كل شىء بشرط أن تلتزم الداخلية الهدوء معنا ولا تصعد"، مشيراً إلى أن البدو لديهم الكثير من وسائل الضغط و"نقدر نفجر خط الغاز المؤدى إلى إسرائيل أو خطوط الكهرباء ونقدر نغلق منفذ العوجة تماماً أو نلجأ إلى القوات الدولية فى حال هاجمتنا الداخلية، لكننا لا نريد أن تتحول سيناء إلى مذبحة".
جيرمى أبو مسوح التربانى من "المجنيين" يقول كل يوم يكثر عدد المجنيين واتحدنا جنوب وشمال سيناء لدينا من السلاح والعتاد والألغام ما نقدر نواجه به أى حملات أمنية فى أى مكان كرامتنا فوق كل اعتبار كرامة البدوى هى حياته وحرمة بيته من يخترقها يقتل، لأنه وقتها الموت والحياة سيان، وقال إن مديرية الأمن تتصل ببعضنا إما العمل معهم كمرشد أو السجن 25 سنة وكل يوم يريدون منا ذلك.
سليمان أبو حميد مدرس لغة إنجليزية بمدرسة وادى العمرو، قال "كنت أحصد الشعير أنا وأولادى وفوجئت بإطلاق النار على بصورة كبيرة أكثر من 200 طلقة رفعت يدى ثم تركتنى الحملة الأمنية بعد إصابة سيارتى والحمد لله إنى وأولادى لم نصب، إنهم يطلقون النار علينا لمجرد الاشتباه ويقولون إنه لا قيمة للبدو عندهم".
يقول الكفيف أمضيعين معتق عودة قرابة 70 سنة، إن أولاده كانوا معه فى المنزل وفجأة انطلق الرصاص عليهم انبطحوا على الأرض حوالى ربع ساعة ثم تحركت الشرطة، أبناؤه قالوا إن مدرعات أطلقت النار على البيت ووجدنا أكثر من 2000 طلق نارى ورصاص من عيار m16""، وهو الذى تستخدمه قوات مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قرابة 300 طلقة عيار 500 ملى من المستخدمة من الجرونوف "والرشاش الآلى الفيكرز".
أبو سالم "مجنى" آخر، قال إن الداخلية الآن تعذب البدو فى السجون فى برج العرب وفى أبو زعبل تنتقم منهم بسبب آخرين ويعاملونهم أسوأ المعاملة وما ذنبهم فى ذلك، وأضاف: تخيل الطفل ياسر سليمان عمره (14 سنة) وعليه حكم غيابى بـ25 سنة، إنه أمر لا يعقل والمتوفى موسى مصلح سليم عليه حكم بـ25 سنة حديث ملفق، لأن أغلب البدو لا يستخرجون شهادة وفاة لهم".
أيضا جيرمى أبو مسوح، قال: أنا مطلوب أمنياً ومثلى مرعى عبد الكريم والتهم من كل شكل ولون، وهناك أيضاً سلامة أبو مساعد وعليه حكم بـ25 سنة يعنى تلفيق مفضوح".
وأضاف: إننا حصلنا على مستندات من الداخلية فوجئنا أنهم وضعوا العشرات منا فى خانة "المجنيين" وعليهم أحكام قضائية لم نعرفها ورسومات كروكية لمنازلنا وغيرها، وهو ما سيزيد من تصعيد الموقف.
مصادر أمنية مطلعة أوضحت، أن الأمن سيواصل الحملات على مناطق وسط سيناء لضبط عدد من الهاربين من القانون وأن هناك حملة مكبرة من القاهرة خلال أيام لضبط عدد منهم ومن بينهم سالم أبو لافى.
رداً على ما وصفوه بالتهديدات الأمنية..
البدو يهددون بنسف خط الغاز بسيناء
الجمعة، 04 يونيو 2010 05:18 م
البدو يعانون التهميش وأصبحوا على وشك الانفجار
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة