لستِ بحوريةِ أنت
ِمن الحور العين
بل فى الجسور تقطنين
كحيةٍ تسعى بين الصخور
لماذا دوما تُبدين فى قالبٍ
مستدير.. غير مستقيم
أنزلتُكِ حومة المجد
كعروسٍ تُزفُ لسرير
مابالكِ لا تتحدثين
كأنّك ضحية تخشى النسور
لستِ بدرا أنتِ من البدور
بل تبتزين كلماتى كأنكِ
فى سوق نخاسة قديم
أو إن شئتِ سوق الرقيق
هل تستطيعين مثلى نحت
الكلمات على الصخور؟
أنا الفنان سيدتى أشكلها
حروفى كما أريد
أسلسلها بقيود كالحرير
يذبح من يقترب منها
دون احترام أو تبجيل
أو يدّعى فنا من الفنون
تعلّمى الآن سيدتى من
شيخٍ مثلى وقورتعلّمى
معنى الوقار من جديد
وكيف تكتبين وتفرحين
علّمتُها نساء قبلكِ سنين
أنشودة رسمها قلمى
لتشدو بها وتتغنى الطيور
فجّركِ قلمى وفجّر من
قبل أنوثتكِ والشعور
أنا سيدتى من أماط اللثام
عن وجدانك المأفون
لستِ آية أنتِ من آيات الوجود
إياك أرفض دون تأثيم وتعنيف
أنا الأستاذ سيدتى وآهٍ لو تعلمين
دون تزييف وتجميل ورتوش
هل تبلغين ما فوق الأربعين
مثلى أم مازلتِ وراء الجسور
تختبئين بعدما صار صوتك
كسجنٍ كبير يحوى الغموض
الآن سيدتى لفظكِ
قلبى وقتلتُ الحنين
ورجوع أحلامى أضحي
شيئا بعيدا لا أبتغيه
لن يطول وجدى مع
الذكرى أبدا لن يزيد
أشعلتُه لكِ كى تتعلمى
كيف ترسمين لوحة
أو تكتبين من جديد
سأزلزل قلبَكِ العنيد
ببعض كلماتٍ يحوط بها
شىء من نكرانٍ وجحود
نامى الآن سيدتى
نامى ككل الوجود
قد أوشكت شمسُكِ
أن تغيب
انطفأ الآن بريقُكِ
واللهيب
لم يمطر سوى ضوضاءٍ
وضجيج
تماما كعالمكِ الذى تعيشين
أنا العثمانُ سيدتى
فمن تكونين؟
يلفٌنى الكبزياءُ لفاً
ويغذى قلبى
السحابُ المطير
ويملأ الأكوان
كلهاجمالا
ورونقا وعبير
فمن تكونين؟
هُزى الآن بعضا من كيانكِ
سيُساقط عليكِ بهتانا وزور
مريمُ العذراء لنا رمزٌ
فمتى نتعلمُ منها الطهر
ونستقى الصدق المبين
فى محرابى المنير مازلتُ
أتعبدُ ولكنى لا أستديرُ
مثلكِ ومشاعرى لا تدور
لا ملامَ عليكِ لا تسريب
لن تعيشى الشروق يوما
أنتِ أدمنتِ الغروب مثلما
أدمن قلبٌك حياة الأفول
ملهمتى أشعر بأنكِ
تندثرين كغثاء سيل أتانا
من زمانٍ سحيق
لا توجد دار لديكِ فكل ما
تملكين فيافى وقفار
فى ذمة الله نفسكِ
فحياتها دون جمال
نومٌكِ فتنة سيدتى
وإيقاظها شر الآثام
أين عقائد الأحقاب
أين لؤلؤكِ والمرجان؟
نامى الآن سيدتي
فى عسل الكلام
أنا لن أعيش مثلكِ
فى جنح الظلام
وهل العراء سيدتي
يرتدى ثوب الغرام؟
تلك علاماتى لديكِ
هل تستطيعين محوها
من جدار السماء؟
أم تحتاجين قاموسا
للفهم والاستدلال؟
الدرس الأول سيدتي
ألا تكونى آهة من الآهات
ولا تنتشى فى بحر لُجىٍ
من الجنسِ والقُبلات
ثم ألا تكونى جسرا يعبر
عليه رجل أو حتى رجال
درسٌ أخير مولاتى
أن تكونى ونفسكِ دوما
فى وئامٍ دون ادعاء
كفاكِ منى لن أعطيكِ
دروسا فى الأخلاق
يا من لم تعِِ فرقا
بين الكلمات
وبين الناس
وبين الفرسان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة