أحمد حلمى فى مصرى بيحب مصر وبيعشق ترابها.. اتنصب عليه وزهق وتعب.. والغريبة ماقدرش يسيبها عشان شرب من مية الحنفية

الجمعة، 04 يونيو 2010 01:02 ص
أحمد حلمى فى  مصرى بيحب مصر وبيعشق ترابها.. اتنصب عليه وزهق وتعب.. والغريبة ماقدرش يسيبها عشان شرب من مية الحنفية لقطة من فيلم «عسل إسود»
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هى كده يا تحبها زى ماهى، ياتسبها وتمشى، حتى لو فكرت تسيبها مرة، ضرورى تفكر ترجعلها مرة تانية.. دى مصر طبعا، رغم عسلها الأسود». أعتقد أن تلك هى الرسالة التى حاول صناع فيلم «عسل إسود» التأكيد عليها، لكنك لا تستطيع أن تشاهد الفيلم وتتقبل رسالته بسهولة لأن هناك مشاهد فى ذهنك قد تقف بينك وبين رسالة الفيلم، أو القيم الإيجابية التى يحاول العمل التأكيد عليها، منها مشاهد معاناتك الشخصية، وما كان رصيف مجلس الشعب يحمله من آلام المصريين الذين أصبحوا لا يذوقون من بلدهم إلا عسلها الأسود، الذى بات مرا بطعم ولون قسوة مصر على أبنائها و«مرمطتهم» كما جاء فى كلمات الأغنية التى غنتها ريهام عبدالحكيم فى الفيلم.

ويبدو أن حلمى الذى حقق نجوميته من خلال خطوات ذكية يؤكد من خلال «عسل إسود» أنه أصبح يختار جيدا ما يرغب فى تقديمه، كما أصبح يشعر أنه فنان صاحب رسالة، وعليه أن يناقش مشاكل مصر بعيدا عن السينما السوداوية أو برامج التوك شو، من خلال بطل الفيلم «مصرى» الذى يمتهن التصوير الفوتوغرافى ويرغب فى عمل معرض بنيويورك يحلم بأن يملأه بصور من مصر، وهو مصرى يعيش فى أمريكا منذ 20 عاما، بعد أن هاجر مع أسرته، ويقرر العودة ليرى مصر التى يحمل عنها صورا ذهنية مبنية من حكاوى والده وأفلام الأبيض والأسود.

«مصرى» يعود إلى مصر محملا بكل المشاعر الإيجابية لدرجة أنه ترك جواز سفره الأمريكانى، وعاد بالجواز المصرى الذى يرفعه بفخر فى وجهه كل من يصادفه لدرجة أن الشاب الجالس بجواره فى الطائرة - يجسده دوره محمد شاهين - ينظر إليه على أنه كائن فضائى، ويضحك «مصرى» بشدة على إيفيه لمحمود ياسين - هو بالطبع يقصد إسماعيل ياسين- وهو ما يصححه له شاهين قائلا: محمود ياسين مش ممكن يضحكك دا اسمه «إسماعيل.

ويدفع مصرى منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى المطار ثمن براءته وإيجابيته بدءا من المعاناة فى الجوازات إلى النصب عليه من السائق «راضى» أو لطفى لبيب وصولا إلى الفندق الذى يرفض قبول إقامته لأنه دخل رافعا «الباسبور» المصرى فى وجههم فيرفضون لأنه حجز من أمريكا بالـ«باسبور» الأمريكى.

وصناع العمل اختاروا تيمة تبدو للكثيرين سهلة، ولكنها فى واقع الأمر شديدة الصعوبة، خصوصا أنها مليئة بالأكلشيهات و«الاستريو تايب»، وهو الفخ الذى حاول كاتب السيناريو خالد دياب السيطرة عليه طوال فكان ينجح أحيانا ويفلت منه الأمر فى أحيان أخرى، فكل معاناة البطل فى الشوارع الزحمة ومن يصفون له الأماكن خطأ، وهو ما نراه فى مشهد ذهابه للهرم، والنصب عليه من الذين يؤجرون الخيول، وهى أمور متوقعة ومكررة، لذلك حاول حلمى إضفاء إيفيهاته عليها، مما أنقذ الفيلم أحيانا من رتابة بعض المشاهد، إضافة إلى كاميرا مدير التصوير المتميز سامح سليم التى استطاعت نقل تناقضات الشارع المصرى بزحامه وثرائه.

فيلم «عسل إسود» لا يحمل بناء دراميا تقليديا، فليست هناك بداية ووسط ونهاية، فالفيلم ملىء بالتفاصيل التى تم غزلها معا بدقة، خصوصا المشاهد التى عاد فيها «مصرى» إلى منزله القديم وطبعا بأحد الأحياء الشعبية، لنرى مظاهر الحب والرحمة فى شهر رمضان من خلال جيرانه أسرة «سعيد تختخ» الذى يجسده إدوارد ووالدته إنعام سالوسة، ونرى سعيد العاطل الذى يحب ميرفت أو إيمى سمير غانم، والتى تعمل مدرسة إنجليزى، ويأتى هنا مشهد من أجمل مشاهد الفيلم وهو ذهاب حلمى للمدرسة مع إدوارد وسماعه للطريقة التى تنطق بها إيمى الإنجليزية للطلبة.

وفى الحى الشعبى يعرف «مصرى» مصر الحقيقية ولكن المشهد الذى كان يتناقش فيه حلمى مع يوسف داود «الحاج هلال» حيث يؤكد الأخير أن مصر ناسها وأهلها طيبون، بينما يرى حلمى أنهم سلبيون ويتحايلون على ظروف معيشتهم، هى مجرد مناقشة أشبه بالمناقشة المدرسية، وغلب على المشهد الخطابة، ولكن التساؤل الذى يفرض نفسه: لماذا يصر حلمى على أن يظهر من أول لقطة فى الفيلم حتى اللقطة الأخيرة، كما أن كل الشخصيات حوله هى مجرد رد فعل له، فالشخصيات النسائية مهمشة، فيما عدا إنعام سالوسة.

«عسل إسود» حلمى، فيلم يملك صناعه الكثير من النوايا الطيبة، ومحاولة التأكيد على الأصالة، وأن مصر رغم عيوبها وتناقضاتها فإن فيها حاجة حلوة خالص، وقدم صناع العمل تلك النوايا فى صورة سينمائية جذابة وموسيقى أصيلة لعمر خيرت، ولكن أعتقد أن الفيلم لو كان قدم منذ 5 سنوات ماضية كان وجد صدى كبيرا جدا، ولكن الآن من الذى سيصدق أن مصر فيها حاجة حلوة؟! وأن المصرى ممكن يرجع عشان شرب من مية الحنفية.

لمعلوماتك...
3 أفلام بطولة مطلقة لحلمى فى السينما





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة