خبراء الزراعة: إدارة مخلفاتنا ستحدد مستقبلنا

الأربعاء، 30 يونيو 2010 02:07 م
خبراء الزراعة: إدارة مخلفاتنا ستحدد مستقبلنا دكتور حمدى هاشم الخبير البيئى
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصدرت مشكلة استغلال المخلفات الزراعية اهتمام الباحثين فى الندوة الدولية "نحو تنمية زراعية مستدامة" التى نظمتها جمعية شباب الباحثين بالتعاون مع المركز القومى للبحوث- أمس الثلاثاء - مشددين على أهمية سرعة اتخاذ كافة الإجراءات لتحويل ما أسموه "بالكارثة المستقبلية" إلى "ثروة قومية" تستطيع أن توفر الأموال والمياه والوصول إلى التنمية المستدامة.

وأثار الباحثون تفرد مصر بتراكم المخلفات بشكل عام ونزع يد الدولة من إدراتها وتسليمها إلى شركات أجنبية، الأمر الذى دفع إلى تحول سلوك المواطن وانتشار مختلف أنواع القمامة فى المجتمع، من ناحية أخرى تركز اهتمام الورقات البحثية التى عرضها الباحثون على مناقشة تأثير التغيرات المناخية على الحشرات ومستقبل المحاصيل الزراعية والتعديل الجينى والهندسة الوراثية، وأثارت الندوة زراعة أشجار المارينجا أو "شجرة الحياة" على حد قولهم.

أكد دكتور حمدى هاشم – الخبير البيئى وعضو المجالس القومية المتخصصة – خلال عرضه لورقته البحثية أن المخلفات الزراعية تحتل وحدها حوالى 34% من حجم المخلفات الصلبة فى مصر، وقال "تتصدر البحيرة والدقهلية والشرقية بقية المحافظات فى إنتاج المخلفات وهو ما يرتبط بمساحة الرقعة الزراعية بها وهو ما يدل على عدم وجود إستراتيجية قومية لاستغلال هذه الثروة التى تعد عائقا للتنمية تتسبب فى تلوث الهواء والمياه وانتشار الحشرات والأمراض، وذلك بسبب وسائل خاطئة نابعة من توجه غير مظبوط ووعى منخفض، فنعتمد على حرقها أو تراكمها فتتسرب إلى مياه الآبار، وتهدد نشاطنا السياحى والإنتاج السمكى".

وأضاف "نحن فى أشد الاحتياج إلى الاستفادة القصوى من هذه المخلفات لإنتاج الطاقة الحرارية والأعلاف غير التقليدية والأسمدة العضوية والمبيدات التى تكلفنا ملايين سنويا مقابل مبالغ قليلة نستطيع استثمارها فى تدوير مخلفاتنا الزراعية المتوفرة".

وأوضح دكتور حمدى أن ما تتعرض له القاهرة من موجات حارة فى الفترة الأخيرة ناتج عن عدم تلاؤم سلوكياتنا مع طبيعتها التيبوغرافية التى يجعلها محاطة بجبال مما يحد من سرعة الرياح وتراكم الحرارة الناتج عن حرق المخلفات وزيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو، وتعجب قائلا "إزاى لسة معندناش توجه لتدوير المخلفات فى الوقت الذى يكتظ به مجتمعنا بنسبة بطالة عالية تعطل قوتنا الإنتاجية وحالة معيشية صعبة للفلاح، وعلى الجانب الأخر مصدر استثمارى لا يحتاج سوى لعقول مدربة ورؤس أموال قليلة وتغيير النظرة الدونية لجامعى القمامة الذين لا يستطيع أى مجتمع أن يستغنى عن دورهم".

وأكد دكتور شوكت عبدالله ونس – أمين الشعبة الزراعية والبيولوجية – قائلا "أحنا محتاجين عودة الإرشاد الزراعى إلى قرى وأراضى مصر يتوفر فيها خريجو الزراعة والدبلومات يقدمون النصائح للفلاح ويوفرون له حلا لمشكلاته بدل ما هو (لايص) ومش لاقى غير الجمعية الزراعية اللى فيها إداريون يقتصر دورهم على تسليم الأسمدة وخلافه"، وأضاف "نقدم بدورات بسيطة لتأهيل أكبر عدد من أبناء القرى للاهتمام بأراضيهم واستغلال مخلفاتهم والتربح منها وبذلك نكون قد حققنا أكثر من هدف بتوفير فرص عمل والقضاء على المخلفات ورفع مستوى الفلاح الاقتصادى".

وصرح دكتور زكريا فؤاد – رئيس جمعية شباب الباحثين وأستاذ مساعد بحوث الخضر بالمركز – بأن التنمية الزراعية المستدامة التى يتوجه إليها العالم أجمع فى الوقت الحالى تحتم على الباحثين فى مصر الاهتمام بالبحوث التطبيقية التى تقدم إلى الجهات المعنية تبحث عن حلول غير تقليدية لمشكلاتنا والحفاظ على التوازن البيئى وثرواتنا الطبيعية لحماية حق الأجيال القادمة، مؤكدا أن القلق العالمى من التغيرات المناخية يطرح العديد من القضايا والمؤشرات الخطيرة التى تجبرنا على الإقلال من الاعتماد على الوقود الأحفورى والاستعداد للتغيرات التى ستشهدها الحشرات والحيوانات والمحاصيل التى ستنخفض إلى النصف تقريبا مع زيادة الاستهلاك المائى.

وقال دكتور نبيل الحفناوى – عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية السابق - للتنمية الزراعية المستدامة إننا لن نصل إليها إلا بالتغلب على الفقر، وتناولت دكتور منال عادل رفض وقبول التعديل الوراثى للنباتات، بينما ركز دكتور أحمد عبدالله على توظيف تطعيم شتلات الخضر فى مصر.

وأبرزت باقى توصيات المؤتمر الاستفادة من التكنولوجيا الحيوية المتقدمة فى تطوير الإنتاج الحيوانى والنباتى والكائنات الدقيقة ذات الأهمية الزراعية، والاهتمام بتطبيق معايير الجودة الشاملة للحاصلات الزراعية ونظم تتبع الصادرات الزراعية، والحلول المتكاملة لمواجهة الآفات وأخيرا إدخال المحاصيل بستانية والحقلية غير التقليدية فى البيئة الزراعية المصرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة