جابر عصفور: البرادعى رجل محترم لكنى لن أنتخبه

الأربعاء، 30 يونيو 2010 05:56 م
جابر عصفور: البرادعى رجل محترم لكنى لن أنتخبه اللقاء التلفزيونى لجابر عصفور مع برنامج "علمتنى الحياة"
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة إن الدكتور محمد البرادعى رجل محترم ولكنى لن أنتخبه لأنى لم أر له برنامج عمل.

جاء ذلك خلال اللقاء التلفزيونى لجابر عصفور مع برنامج "علمتنى الحياة" الذى يقدمه الإعلامى شريف بركات، وحاور عصفور أمس الثلاثاء على قناة المحور.

وتابع عصفور: البرادعى يتقدم لأخطر منصب فى مصر وهو منصب رئيس الجمهورية الذى أعتبره منصباً خطيراً جداً، وينبغى لمن يشغله أن يكون وسط الناس، وعالماً بمشاكلهم.

وقال عصفور: أنا لا يمكن أن أوافق على انتخاب رئيس لهذا البلد بغض النظر عن مبارك، إلا إذا كان هذا الرئيس يعرف مصائبه ويعرف كوارثه معرفة واحد عاشها وعاينها، ومن يقدم لى حلاً لهذه المشاكل أنا معه، ومن يتسبب فى هذه المشاكل بوضوع صريح جدا أنا ضده.

ونفى عصفور أن يكون قد ساهم فى تقييد المثقفين فى مصر، مؤكداً أنه لم يضعهم فى الأغلال كما يقال، ولم يساهم فى تدجينهم وإدخالهم الحظيرة، وقال: أنا لا يهمنى أى نقد يقال، وأعرف طريقى منذ البداية، وأهدافى هى أن أعمل ثقافياً لمصلحة الأغلبية من هذا الشعب.
وأكد عصفور أنه عندما عمل أميناً للمجلس الأعلى للثقافة لم يكن هناك أحد يسمع عن هذا المجلس، فجعل منه ساحة حرة للتعبير عن كل الآراء والاتجاهات دون حجر على رأى أو اتجاه، وأنشأ ما يسمى بالمشروع القومى للترجمة الذى قام بنقل ألف كتاب قبل مغادرة منصبه كأمين للمجلس لينشأ المركز القومى للترجمة.

وقال عصفور: أفخر أن المجلس الأعلى للثقافة منح جوائز الدولة لكبار المثقفين الحقيقيين فى مصر، ولم أمنع أحداً من هذه الجوائز.

وأضاف عصفور: حصل على هذه الجوائز المثقفون الأصلاء والمغضوب عليهم، ومثال على ذلك صنع الله إبراهيم الذى رفضها، وآخرون، وعندما هوجمت جوائز الدولة نشرت مقالاً فى الأهرام أحصيت فيه أسماء الذين حصلوا عليها، وما أسهل الاتهام لكن الوقائع لا يستطيع أحد أن يكذبها.

وأكد عصفور على أنه لا يوجد اسم بارز فى مصر فى الأدب بدءاً من نجيب محفوظ مروراً ببهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد وجمال الغيطانى وإبراهيم أصلان، إلا وحصلوا على جوائز الدولة التقديرية، وهم جميعا يشرفون هذه الجوائز.

وأشار عصفور إلى خروجه من المجلس الأعلى للثقافة معتل البدن، مصابا بالسكر والضغط وجلطة فى المخ، بعد أن تعرض للافتراءات والأكاذيب، ومنها المساهمة فى تدجين المثقفين، وتعجب عصفور قائلا: هل يستطيع فاروق حسنى أن يدجن جمال الغيطانى أو بهاء طاهر، أو السيد يسين، بهاء طاهر يصرخ طوال الوقت تحت قبة المجلس الأعلى للثقافة ناطقاً بصوت المعارضة، ولا يستطيع أحد أن يعترض عليه.

وقال عصفور: من يقول إن فاروق حسنى جمع المثقفين فى حظيرة مفترى، فما الذى يستطيعه فاروق حسنى أو أنا إزاء مثقفين أعلام هم كوكبة الأمة العربية، وصفوة عقول مصر، وليسوا كائنات بسيطة، فمن يستطيع أن يدجن صفوة بطبيعتها متمردة.

وأكد عصفور على عدم تردده قبول جائزة معمر القذافى مشيرا إلى احترامه الكامل للكاتب الأسبانى العظيم خوان جويتسيلو الذى رفضها وقال: رفض جويتسيلو لا يعنى أن أقوم برفضها، وليس من حق أحد أن يطالبنى بأن أتبع هذا الكاتب أو ذاك، والأستاذ بهاء طاهر قبل جائزة الدولة التقديرية وجائزة مبارك، رغم أن صنع الله إبراهيم رفض جائزة الرواية من قبل، وجائزة نوبل على سبيل المثال رفضها جان بول سارتر وبارنارد شو، لكن هذا لا يعنى أن موافقة الآخرين على قبولها لا يقلل من قيمتهم، ولا يجعلها جائزة محرمة على من حصلوا عليها.

كما أكد عصفور على كامل احترامه لجويتسيلو مشيرا إلى أنه لديه تقديره وموقفه الخاص الذى ينبع من أمرين، أولها أهداف الجائزة ، وقال عصفور: أهداف جائزة القذافى محترمة وفى أحد بنودها أنها تعطى لمن يدافع عن حرية التعبير والإبداع، والأمر الثانى الذى جعلنى أقبلها أنى عرفت أعضاء لجنة التحكيم وهم من المحترمين الذين أجلهم وأحترمهم لأبعد حد، وأنا ضد فرض أى موقف على المثقف تقليدا لآخر.

وأشار عصفور إلى أن رفض صنع الله إبراهيم لجائزة ملتقى الرواية، مثل له صدمة فظيعة شخصية، لكن ذلك لم يقلل من قيمة صنع الله إبراهيم لدى الناقد بداخله، مؤكدا على أنه يرى صنع الله إبراهيم واحداً من الروائيين العرب الذين يقعون على القمة، وأوضح أن الديموقراطية هى أن تحترم حق اختلاف غيرك معك، وأن غيرك هذا ليس مطالباً أن يسير على خطاك حذوك النعل بالنعل.

كما أشار عصفور إلى كونه موظفاً فى الدولة المصرية، لا يعنى أنه مؤيد لها، وقال: أنا لست موظفا فى الحكومة المصرية، وولائى الأول للشعب المصرى، وليس لهذه الحكومة المتغيرة، وإذا قامت هذه الحكومة المتغيرة بإفساد الأوضاع الاقتصادية فأنا ضد هذه الحكومة بالضرورة.

وتطرق الحديث إلى الانحدار الثقافى والفنى الجارى الآن وقال عصفور: أنا عجبنى فيلم "أحاسيس" رغم كل الهجوم الذى تعرض له، وما قيل عنه باحتوائه على مشاهد العارية والجنسية غير صحيح، فهذا فن الناس مش عارفه تفهمه، وليس شرطاً أن يفهم الناس الأفلام فى وقتها، و"باب الحديد" لم يعترف به جماهيريا إلا بعد عرضه بسنوات طويلة، ومن الممكن جدا أن يصدر فيلم لا يعجب الناس، فالذوق فسد، وهناك خلط فى الأذواق، ابتداء من عدوية، مرورا بشعبان وانتهاء بأبو الليف، ولن تجد الآن قامات فنية كبيرة مثل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، فهناك خلل، لكن مصر أكبر دولة منتجة فى مجال المسرح، وعلى مستوى الكتاب مصر أكبر دول تنتج كتبا فى كل فروع المعرفة، وعلى مستوى الرواية والجوائز العربية، يمكنك أن تحسب بنفسك.

وأكد عصفور على عدم وجود استراتيجية ثقافية لتثقيف الشعب المصرى، وكان النتيجة أننا تركنا عقول هذا الشعب نهبا لخفافيش الظلام، ولن ينصلح هذا الحال بعمل وزراة الثقافة، ولابد من وجود مجموعة وزارية تكون مهمتها تثقيف الشعب المصرى.

وقال عصفور: وزارة التربية والتعليم أخطر وزارة فى مصر، وإذا صلحت صلح المجتمع المصرى، وإذا فسدت فسد هذا المجتمع، ويأتى بعدها وزارة الإعلام الذى يدخل إنتاجها كل بيت، ثم يأتى بعد ذلك دور وزارة الثقافة، ثم وزارة الأوقاف، وهناك ما لا يقل تقريبا عن 200 ألف واعظ وإمام فى مساجد وزوايا ينشرون بين الناس فى كل صلاة جمعة أفكاراً فى غاية التخلف والرجعية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة