شن اللواء حمدى الطحان رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب هجوماً حاداً على جميع المسئولين عن السكك الحديدية الحاليين والسابقين، وقال الطحان إن السكة الحديد عانت ومازالت تعانى ليس بسبب ضعف الإمكانيات، إنما نتيجة غياب الرؤية لدى القائمين عليها تجاه تطويرها وتحديثها، قائلا إنه يشك فى أن القائمين على السكة الحديد حاليا يقدرون قيمتها.
وأضاف الطحان فى الندوة التى عقدها مجلس الأعمال الكندى المصرى مساء أمس الثلاثاء، فى حضور وزير النقل المهندس علاء فهمى ورجل الأعمال صلاح دياب رئيس مجلس إدارة "المصرى اليوم" وسعد هجرس مدير تحرير "العالم اليوم" ـ رغم أن مرفق السكة الحديد يعتبر ثانى أهم مرفق فى مصر بعد نهر النيل، ويفوق فى أهميته قناة السويس، إلا أنه يعانى من الإهمال وعدم التقدير لقيمتها، مشيراً إلى أنه تحدث مراراً وأعد تقارير عن مشاكل السكك الحديدية لكن للأسف لم يستجب له أحد.
وتابع الطحان: أنه تم تخصيص 5 مليارات جنيه من حصيلة بيع رخصة المحمول الثالثة لتطوير ذلك المرفق، فضلاً عن ثلاثة مليارات أخرى قروض، لكن حال السكة الحديد لم يتغير، مؤكداً فى ذات الوقت، كل تلك المبالغ لا تكفى سوى للإبقاء على وضعها الحالى، ولا تكفى لتطويرها.
وأشار الطحان إلى أن تحديث السكة الحديد يحتاج لرؤية لدى المسئولين عنها.. هذه الرؤية للأسف غير موجودة، مشيراً إلى أن ذلك المرفق يحتاج إلى الخبراء والعلماء وليس الزعماء، وللأسف النتائج غير مبشرة إلى أننا نسير فى الطريق الذى ننشده.
وأكد الطحان أن عقود الامتياز فى الموانئ المصرية لم تراع فيها مصلحة البلد.. وعلى سبيل المثال عقد امتياز محطة حاويات ميناء شرق بورسعيد الذى حصلت عليه الشركة الدنمركية ـ كان به العديد من البنود الاحتكارية بشكل يفوق الوصف، والتى بذل الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق جهوداً مضنية فى تغير بعضها.
وقال فهمى رداً على هجوم الطحان إن مرفق السكة الحديد يعانى نتيجة لأن الطلب أكثر بكثير من المعروض، وإنه لابد من وجود وسائل بديلة لتكفى الطلب، وهذا ينطبق على السكة الحديد والنقل النهرى والطرق والكبارى.
وأضاف فهمى: للأسف نحن نتحدث عن البنية الأساسية ونهمل الحديث عن البنية التكميلية، نتكلم عن القضبان وإنشاء الطرق والأنفاق والكبارى ولا نتحدث عن المكمل لذلك، مشيراً إلى الأموال التى خصصت لتطوير السكة الحديد تم إنفاقها على قوة الجر "شراء الجرارات".. وتطوير السكة الحديد ليس قوة جر فقط، إنما تجديد عربات وتنمية الموارد البشرية، قائلا إنه يسير الآن فى كل ذلك بالتوازى.
وأكد فهمى أن كل البنية الأساسية تحتاج إلى تجديد.. فيوجد 5 آلاف كيلو سكك حديدية "قضبان" تحتاج إلى إحلال، والسائقون والكمسارية جلس معهم، ويعلم كيف يفكرون جيدا، لذلك مطلوب تواصل بين المسئولين بالهيئة وجميع العاملين، وأنه وضع مؤشرات لقياس الأداء لجميع العاملين بالسكة الحديد، وسوف تطبق ابتداء من غد.
وتابع فهمى: يوجد إهدار للإمكانيات بشكل كبير فى السكك الحديدية والطرق، وهذا سوف نضع له حداً محاولين استغلال كل إمكانياتنا واستثمارها، على سبيل المثال سوف نحول محطة سكة حديد سيدى جابر إلى مول تجارى.
فيما علق فهمى على السلع المهربة التى كانت تدخل مصر عن طريق ميناء العين السخنة والتجاوزات التى كانت تحدث به قائلا "كله اه.. كله لا.. كله رجع مكانه".
ودعا صلاح دياب لإسناد قطارات الدرجات الأولى والثانية إلى شركات سياحة، لأن ذلك هو السبيل لتحسين الخدمة بها بحيث يشترى الموطنون التذاكر من تلك الشركات وليس من السكة الحديد، قائلا "مش مشكلة لو رفعوا الأسعار.. المهم يحسنوا الخدمة"، مشيراً إلى أنه لا يرى مشكلة لو تم رفع أسعار التذاكر على سبيل المثال بين القاهرة والإسكندرية إلى 200 جنيه مقابل تحسين الخدمة بها.
ووصف سعد هجرس وزارة النقل بأنها "وزارة المصايب ومقبرة الوزراء"، قائلا إن مرفق السكة الحديد مازال محل شكوى من كافة المواطنين، وجميع سكك حديد العالم تطورت باستثناء سكك حديد مصر.. حالها لم يتغير، فمعهد وردان الذى خرج الكثير من العاملين بالسكة الحديد تحول إلى مجرد مخزن، ولم يتم تطوير مناهجه لتناسب الأساليب الحديثة.
الطحان يهاجم المسئولين عن السكك الحديدية ويقول: أشك فى أنهم يقدرون قيمتها التى تفوق قناة السويس.. وهجرس يصف وزارة النقل بـ "وزارة المصايب".. و"دياب" يدعو إلى إسناد تشغيل القطارات لشركات سياحة
الأربعاء، 30 يونيو 2010 03:10 م
اللواء حمدى الطحان رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة