اتهم أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، قوى لم يسمها، بأنها تسعى لدفع مصر للحرب، وقال "إن البعض يريد دفع مصر إلى الحرب لإثبات دورها فى المنطقة، وهذا توصيف لما يردده البعض عن تراجع دور مصر الإقليمى"، مؤكدا على أن ما من شىء يحدث فى الشرق الأوسط دون مشاركة القاهرة وفعاليتها، نظراً لمكانتها التاريخية فى المنطقة.
وأكد وزير الخارجية على عدم استعداد مصر للدخول فى حرب مع أى طرف شقيق فى القارة الأفريقية، خاصة مع دول حوض النيل بعد أزمة التوقيع على اتفاق عنتيبى، معتبرا أن ذلك أمر مرفوض لكن مصر تسعى فى نفس الوقت للحفاظ على مصالحها وحقوقها التاريخية فى مياه النيل، لأن هناك الكثير من الاتفاقيات التى لا يستطيع أحد أن يخرج منها إلا بالتراضى.
وعن إمكانية نشوب حرب فى المنطقة خلال الصيف الحالى، قال أبوالغيط إن المنطقة ليست على أعتاب مواجهة مسلحة بين إسرائيل من جانب، وإيران وسوريا ولبنان من جانب آخر، لأن الأمور هادئة، لكنه حذر من قيام أى طرف باستفزاز الآخر حتى لا تحدث مواجهة مسلحة.
وأشار أبوالغيط فى حوار لقناة روسيا اليوم أجرته أمل الحناوى مراسلة القناة بالقاهرة إلى أن القاهرة لا تريد فرض رؤية معينة على السودانيين قبل الاستفتاء على حق الجنوب فى تقرير مصيره، وقال إن الأمر متروك فى الجنوب للناخبين، ولا يجب علينا الحجر على اختيارهم فى تقرير المصير، مشدداً على أن مصر ترى فى وحدة السودانية الأساس، وأن جنوب السودان يجب أن يبقى فى إطار الدولة السودانية بشكل ما لأن الانفصال فيه إضعاف للشمال والجنوب.
وقال أبوالغيط إن مصر تسعى لإقناع الطرفين بالالتقاء والمصارحة والشفافية والإقناع بالوحدة، مؤكداً على أن السودان يحظى بأكبر قدر من الاهتمام المصرى، مشيرا إلى أن مصر ستتعامل مع دولة جنوب السودان إذا اختار أبناء الجنوب الانفصال.
وعن الوضع فى العراق، أشار وزير الخارجية إلى أنه صعب للغاية أن العراق يسعى للخروج من هذا الوضع إما بتسلق حوائط البئر الذى وقع فيه، أو أنه يقترب من نهاية النفق، مؤكداً على ضرورة وجود جهد جاد من القيادات العراقية لإعادة اللحمة فيما بينهم، فالعراق من وجهة نظره لن يُحكم إلا بالكثير من التوافقات.
وعن قضية الشرق الأوسط، طالب أبو الغيط باستخدام كل الوسائل من أجل الضغط ضد تصرفات حكومة اليمين الإسرائيلية حتى لا تضيع الأراضى الفلسطينية بالكامل، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بحسم أمرها تجاه السلام، وأن تقرر إما استمرار النزاع لعقود قادمة أم أنها سوف تصل إلى نقطة توازن مع المطالب الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة لم شمل الموقف الفلسطينى وإنهاء الانقسام بتنحية المصالح الضيقة، والمضى قدما فى اتجاه المصالحة للحفاظ على أمل الدولة الفلسطينية.
وأشار أبوالغيط إلى أن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية تم التوصل إليها بعد التفاوض مع حركتى حماس وفتح بالقاهرة، وأن الاتفاق تم مع رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل على التوقيع عليه يوم 28 سبتمبر، لكن القاهرة فوجئت بتراجع الحركة وإبداء حماس ملاحظات على الورقة المصرية بعد توقيع حركة فتح عليها، لافتا إلى أن التفاوض حول الورقة المصرية من جديد يعنى وضع ألغام كل طرف فلسطينى بها، ومن ثم يبقى الجميع يدور فى حلقة مفرغة.
أحمد أبوالغيط وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة