أشارت مجلة فورين بوليسى إلى أن خلافة جمال مبارك لأبيه لم تعد شيئاً أكيداً، حتى داخل الحزب الوطنى الحاكم، تدور تقارير بشأن مناورات ضد خلافته.
وقالت مجلة فورين بوليسى، "ربما يعانى نظام مبارك حالة تذبذب، لكن الانقسامات المزمنة فى صفوف المعارضة حالت دون استغلالها من الفرص المتاحة".
وتابعت المجلة انتخابات مجلس الشورى، مشيرة إلى الادعاءات واسعة النطاق بشأن تزوير الانتخابات والعنف الحكومى والترهيب. وتقول حتى إن كانت الانتخابات اتسمت بتضييق الخناق السياسى على المعارضة، فإن قدرة النظام على قمع المعارضة مع الإفلات من العقاب، تعود جزئياً إلى استمرار الحالة الموحشة التى تعانيها العديد من جماعات المعارضة فى البلاد.
ونظراً للتحولات الجذرية فى الساحة السياسية المصرية خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن الطبيعة الممزقة للمعارضة شىء يثير الدهشة.
ورغم تكاثر تحالفات ومجموعات المعارضة، وأبرزها حركة كفاية والتحالف الوطنى للإصلاح والجبهة الوطنية المتحدة من أجل التغيير وحركة 6 أبريل والحملة المصرية ضد التوريث، لكن مثل هذه المجموعات تعبر عن نفسها بطرق غريبة أحيانا، على حد قول المجلة.
وانتقدت الصحيفة تظاهر كل مجموعة فى أماكن مختلفة وكل منهم بمعزل عن مشاركة الآخر، فمثلا يوم 3 مايو قرر كل من "6 أبريل ومؤيدو البرادعى والإخوان" القيام بتظاهرات كل فى منطقته بعيدا عن الآخر. تلك المسيرات التى استطاعت الحكومة عرقلتها من البداية حتى أن قادة الإخوان قرروا التراجع.
وتضيف فورين بوليسى، لا توجد مجموعة تثق فى الأخرى، فبعض الجماعات لديها اختلافات جذرية، فمثلا الليبراليون والإسلاميون مختلفون تماما حول الكيفية التى يجب أن تظهر بها البلاد، علاوة على إخلاف ميزان القوة، فالأولى تضم النخبة التى تناضل من أجل كسب الدعم الشعبى فى حين تضم جماعة الإخوان المسلمين 300 ألف عضو.
وقد قام البرادعى ببعض الجهود الأولية للوصول إلى الإخوان، لتكوين تحالف قوى يجمع قوة المعارضة معا. لكن ما زالت الخلافات تتسع بين الإخوان والليبراليين، ومؤخرا اتهمت الجماعة، الليبرالية، بأنها حرية مطلقة للفرد لا تلتزم بالجوانب الدينية أو الأخلاقية. كما قال على عبد الفتاح ممثل الجماعة أن الليبراليين على علاقة غير شرعية بالولايات المتحدة، وهو ذات الاتهام الذى يوجهه الليبراليون للجماعة.
وتتابع المجلة الأمريكية أن مشكلة توحيد المعارضة مستمرة لتعيق الديمقراطية فى العالم العربى. فلابد من تحالفات عابرة للأيديولوجيات حتى يتسنى نجاح التحولات الديمقراطية فى أى مكان، ولكن هذا الأمر يصعب تحقيقه فى العالم العربى، ومصر تحتاج أكثر من برادعى لرأب فجوة الانقسام بين المعارضة، وإذا نظرنا إلى اختلال توازن القوى بين الليبراليين والإسلاميين على أنه المشكلة الأصلية، فإنه الحل الواعد هو إعداد فترة انتقالية حتى تسنح الفرصة أمام الأحزاب الأضعف ليقدموا أنفسهم للمصريين، ويعرضوا أفكارهم بحرية، وهى الفكرة التى يؤيدها الناشط المصرى أيمن نور.
فورين بوليسى: مناورات داخل الحزب الوطنى ضد التوريث
الخميس، 03 يونيو 2010 07:24 م
مجلة فورين بوليسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة