فى نفس المكان وبالأمس كتبت عن التزوير الذى شهدته لجان عدة فى انتخابات مجلس الشورى، وكتبت أيضا عن نجاح بعض الأحزاب فى الفوز للمرة الأولى بمقاعد نيابية فى مجلس الشورى عن طريق الانتخابات، وقد قرأت تعليقات جميع القراء على المقال، وأشكرهم جميعا على التواصل والتفاعل.. لكن أعتقد أن موضوع المشاركة الشعبية فى الانتخابات العامة يحتاج إلى مناقشات وتعليقات أكثر بكثير مما حدث.
كتبت أمس أن أحد المرشحين حصل على 250 ألف صوت، وهناك مرشح آخر وصل ما حصل عليه من أصوات إلى نحو 340 ألف صوت، وقد شاهدنا جميعا على كافة الفضائيات وفى كافة الصور من مختلف المحافظات اللجان وهى خالية من الناخبين.. مما يعنى أن هذه الأصوات غير شرعية، وجرى تزويرها.
ومنذ عرفت مصر الانتخابات النيابية منذ أكثر من مائة عام، تتسم الانتخابات كافة بالتزوير، باستثناء مرتين فقط أشرفت فيها حكومة الوفد قبل الثورة على الانتخابات، وباستثناء ذلك تتعرض كل انتخابات فى مصر إلى عمليات تزوير متنوعة، سواء تم ذلك عن طريق السلطة أو المرشحين أو الأحزاب.
وتتنوع درجة تزوير الانتخابات العامة حسب درجة المشاركة الشعبية، بمعنى أنه كلما زادت مشاركة الناس، وحرصهم على التوجه لصناديق الاقتراع تراجعت نسب تزوير إرادة الناخبين، كما حدث فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 التى شهدت فوز نحو مائة نائب معارض ومستقل، بينما كانت نسبة المشاركة الشعبية فى حدود 23%.
أما فى انتخابات مجلس الشورى التى كانت لجان التصويت بها فارغة من الناخبين، فإن نسبة التزوير تتسع بشكل كبير، فمثلا فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة لم نسمع عن مرشح حصل على 350 ألف صوت، بل إن بعض المرشحين الذين فازوا بمقاعد فى القاهرة والإسكندرية لم يتجاوز ما حصل عليه بعضهم عن خمسة آلاف صوت وأحيانا أقل.
وبحساب بسيط جدا يحتاج الناخب ثلاث دقائق منذ دخوله إلى اللجنة والبحث عن صوته والتأشير أمامه، ثم التعليم على ورقة التصويت ثم وضعها فى صندوق الانتخابات.. مما يعن أن 20 ناخبا يمكنهم الإدلاء بصوتهم كل ساعة، أى ما يتراوح من 150 إلى 250 ناخبا طوال النهار.
ويتراوح عدد المقيدين فى كل صندوق انتخابى بين ستمائة إلى 900 شخص، وإذا ذهب نصفهم للإدلاء بأصواتهم، فهذا يعنى ازدحام اللجان بالمواطنين مما يحد من فرص التزوير داخل اللجان ولا يمنعها بالكامل.
وإذا كنا جادين فعلا فى تغيير هذا الوطن، والتعبير عن آرائنا بحرية فعلينا المشاركة فى الانتخابات العامة.. أو نستقيل من هذا الوطن ونتركه لهم.. وبالتالى نتحدث فى الرياضة والفن والرجيم وكفى الله المؤمنين القتال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة