رغم الهجوم الشرس والانتقادات العنيفة التى يواجهها العديد من وزراء هذه الحكومة فى وسائل الإعلام المختلفة، وفى كل مكان حتى فى أحلام المواطنين، بسبب إصرار الحكومة الدائم على أن يظل معظم الشعب المصرى يعانى ويئن ألماً نظراً لكثرة الأزمات وقسوة ظروف المعيشة، إلا أن سيد قراراه يصرعلى تأييد هؤلاء الوزراء ودعمهم والاحتفاظ بهم رغم أنوفنا، وكأن مصر أصيبت بالعقم بعدما أنجبتهم!! الأمر الذى يجعلنى أظن أنهم يتخذون من عبارة: "أنا سيئ إذن أنا موجود" شعاراً لهم!.. غيرعابئين بالمصلحة العامة إذ يقدمون عليها مصلحتهم الخاصة متمثلةً فى: حصولهم على كثير من الامتيازات، ورغبتهم الشديدة فى إشباع شهوة السلطة والإحساس بالذات، فضلاً عما يمنحه لقب وزير لصاحبه من بريق وأبهة ووجاهة اجتماعية يظل إثرها ممتداً إلى أمد طويل حتى وإن ترك الوزارة.
الغريب فى الأمر أننا فى مصر لا نعلم ما هى المعايير والمقومات التى يتم على أساسها اختيار الوزراء، ولماذا لا يتم محاسبة المتجاوزين منهم إذا حوسبوا إلا بعد خروجهم من الوزارة؟! ولماذا أيضاً يتم اختيار الوزراء دائماً من الطبقة العليا فى المجتمع ولا يتم اختيارهم من طبقة البسطاء الكادحين المتعلمين والمستنيرين بصفتهم الأقرب إلى حال غالبية الشعب! ومن هو صاحب نظرية "الوزير ابن الوزير" التى نلمسها فى الحكومة الحالية بشكل واضح؟! وكيف ينام وزراء الوزارات الخدمية ويهنأون بحياتهم وهناك من الشعب من ينتحر جوعاً ويأساً وإحباطاً من ضيق ذات اليد.
كانت هذه مجموعة من التساؤلات التى طالما أثقلتنى، والتى أعى تماماً أن إجابتها ستظل مدفونة ولن تخرج إلى النور إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا.
