أكد صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، أن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فى المستقبل سيكون للأحزاب السياسية التى لها تمثيل ولو بعضو واحد فى مجلس الشورى أو الشعب، وقال مفيش فى الحياة الديمقراطية كلها واحد مستقل تولى حكم بلد كبير فلابد أن يكون من داخل جماعة سياسية لها من يمثلها بالبرلمان.
وأضاف خلال لقائه بشباب برلمان طلائع الجمهورية الذى انعقد اليوم لأول مرة فى قاعة مجلس الشورى أن ثقافة الممارسة الديمقراطية ليست موجودة الآن وتحتاج إلى وقت حتى يكون هناك تقبل للرأى الآخر.
وطمأن الشريف الشباب حول حصنه مصر من مياه النيل وقال لا يمكن لأحد منع المياه عن دول المصب ووصف من ينادون باستخدام آلة الحرب بالغباء السياسى.
وكان قد التقى اليوم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ببرلمان طلائع الجمهورية ودار حوار بينهم حول عدد من القضايا بدأها الشريف بالحديث عن المادة 76 من الدستور، حيث قال: المادة 76 من الدستور تحدد مواصفات وشروط الرئيس لأننا نظام سياسى ديمقراطى يقوم على التعددية الحزبية، أحزاب تتنافس يأتى منها حزب أغلبية يشكل الحكومة.
وشدد الشريف فى حديثه مع الشباب على ألا يصوتوا لأى مرشح لا يملك برنامجا وموقفا تجاه عدد من القضايا كالعدل والاقتصاد والتأمين الصحى والشباب.
وأضاف مفيش فى الحياة الديمقراطية كلها واحد مستقل تولى حكم بلد، فدائما يخرج من جماعة سياسية موحدة لها رؤية حول نظام الحكم.
وتطرق الشريف إلى التعديلات الدستورية التى تمت لـ34 مادة من الدستور، وخاصة المادة التى نصت على المواطنة، مشيراً إلى أن ثقافة الممارسة الديمقراطية ليست موجودة فى مصر حتى الآن وإنها تحتاج إلى وقت وتربية لتنمو فى النفس البشرية، ودلل الشريف على عدم تقبل الرأى الآخر بالحوادث التى تنشرها وسائل الإعلام حول طعن شخص لآخر بسبب الاختلاف فى الرأى.
كما ركز الشريف فى حديثه على المادة الخامسة من الدستور المنظمة لصدور الأحزاب، مؤكدا عدم قيامها على أساس دينى، وقال: أسوأ ما يصيب الأمم أن تقوم فتنة أساسها دين أو حزب أساسه دين ونحن نرى حال الدول التى اتجهت لهذه الاتجاهات من الدائرة وليس قافزا عليها بالبراشوط.
سؤال: ما رأى سيادتكم فى النواب الذين فضلوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الشعب بالنسبة لقضية العلاج على نفقة الدولة.. وما تقييمك للأجندة البرلمانية للدورة الأخيرة؟
الشريف: أى خطأ وأى فساد لا يمكن للمجلسين التستر عليه والنواب لابد أن يكونوا قدوة ومن يثبت أنه ارتكب خطأ فالقانون يحدد المحاسبة ولكن لا تلقى الاتهامات جزافا فإذا كان النائب يعالج أبناء دائرته بالشكل الأمثل حتى ولو المبلغ كبير فلا يمكن أن نحاكمه، أما من يثبت أنه استغل هذا الأمر فيكون ارتكب خطأ جسيما.
أما بالنسبة للأجندة البرلمانية فهناك عدد من القوانين الهامة تمت الموافقة عليها كقانون تنظيم الأنشطة النووية، وقانون نقل وزراعة الأعضاء، وقانون التأمينات والمعاشات، وقال الشريف: "يا ولاد مجلس الشورى 92 من نوابه حاصلون على شهادات أعلى من الماجستير والدكتوراه.
سؤال: أصبحت الفضائيات الغنائية كالفئران وهناك قناة لكل 10 مطربين.. فى المقابل لكل 450 مواطناً طبيب واحد.. فهل هذا عجز من الحكومة؟ أم أسلوب تتخذه لينسى الشعب مصائبه؟
الشريف: هناك بعض أحكام نريد التروى فيها وكل عصر وله طبيعته وكنت وزير إعلام لمدة 20 عاما، وكنت أقول إن للإعلام الوطنى حرية، يشترط ألا يخدش الحياء ولا يشهد صراع الديوك الذى نراه على الشاشات وينعكس على الناس ويجعل أعصابهم مثارة دائما.
الآن أصبح لا حدود للإعلام تتجه الأقمار الصناعية وأصبح خروج القنوات متاحا من كل الدول والعقل العربى أصبح مستهدفا الآن، لذلك تهتم الدولة بالإعلام المحلى للحفاظ على عقول أبنائنا.
سؤال: لماذا يلجأ الحزب الوطنى إلى رجال الأعمال الذين ليس لهم خبرات سياسية؟
الشريف: مناصب الوزراء لابد أن تكون سياسية فى المقام الأول.. فليس شرطًا أن يكون الوزير المتخصص، أما إذا كان رجل الأعمال مثلاً ناجحًا فى التجارة ولديه خبرة سياسية، فلا مانع من توليه منصب وزير التجارة.
و"بعدين ما رجل الأعمال مواطن مصرى له كل الحقوق، وعليه واجبات، وهو لم يرتكب جريمة لكونه رجل أعمال، لذلك فليس عيبا أو حراما عليه تولى منصب" خاصة وأنه يعمل فى ركن من أركان الاقتصاد فى الدولة، ولكن فى ظل هذا يجب أن يكون هناك تنظيم واضح يفصل الحدود ما بين الماضى والمسئولية السياسية.
سؤال: هل من الممكن أن يتم إعداد ميثاق شرف بين الإعلاميين حتى لا يحدث خلاف مثلما حدث بين الإعلاميين فى مصر والجزائر؟
الشريف: الدولة تعد قانونا خاصا لتنظيم العمل فى الإعلام المسموع والمرئى مثلما يوجد قانون ينظم العمل فى الصحافة.
سؤال: يختص مجلس الشورى بتدعيم الوحدة الوطنية فما هى خطتكم لتدعيم الوحدة الوطنية فما هى خطتم لتدعيم المنظمات المجتمعية؟
الشريف: إحنا وقفنا أمام هذا كثيرا فى التعديلات الدستورية لـ34 مادة ومع ذلك تسمعون كثيرا من يطالبون بتعديلات دستورية رغم أنها تمت وأنتم ترون أننا مستهدفون من بره، ومصر لا يمكن أن تباع، ومنصب الرئاسة يجب أن يكون محصنا لا يدخله سوى واحد قادر، لا يدخله أحد مدين لشخص، له فضل عليه والمادة 76 حصنت المنصب ووضعت رقابة قضائية للاختيار.
سؤال: هل يكتفى مجلس الشورى بما حصل عليه من صلاحيات إضافية؟
الشريف: المجلس له طموحات وهى مشروعة ولكن فترات الانتقال مهمة وإرساء قواعد التغيير مهمة وإحنا أخدنا من الدستور الفرنسى الذى أعطى المجلس الموازى لنا نفس الصلاحيات ولكن المجلس يرى أنه مؤهل لتحمل مسئوليات أكبر، وتنظم فى حالة الاختلاف بين المجلسين مثل الحدث الجلل الحق له فى المجلسين وهذا موجود فى بعض الدساتير للدول الأخرى.
سؤال: لماذا لا يتوافق قانون الطوارئ مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان؟
الشريف: التعديل الجديد يختلف مع ما جاء بالسؤال حيث تم قصر حالة الطوارئ على الإرهاب والمخدرات.
سؤال: ما رؤية سيادتكم لصمت الحكومة لما يحدث للمصريين فى الخارج والداخل؟
الشريف: إذا ارتكب شخص شيئا فى الداخل فهناك القانون، أما فى الخارج فهناك مواثيق دولية تنظم تلك الحقوق، ولفت الشريف إلى أنه يرفض بعض المطالبات لعدد من المصريين فى الخارج بتشكيل الأحزاب فى الخارج، حتى تظل مصر فى الخارج فوق كل الرؤوس وحتى يبعد المصريين فى الخارج عن الصراعات السياسية.
سؤال: فى مايو 2010 تم توقيع اتفاقية لإعادة توزيع مياه النيل ومن المنتظر تخفيض نسبة مصر من المياه فما هو الحل؟
الشريف: نحن أصحاب حق، والأمر مستقر، لأن المواثيق الدولية تنظم توزيع الحصص، ولا أحد يمكنه منع المياه عن دول المصب، ووصف الشريف من يطالب بتوجيه آلة الحرب بأنه نوع من أنواع الغباء السياسى، لأن هذه الأمور لا تحل بالحرب بل بالتفاهم.
وأنهى الشريف لقائه مع برلمان طلائع الجمهورية بالتأكيد على أن مجلس الشورى يتميز بأن الأغلبية والمعارضة والمستقلين يتفقون ويتناقشون ويختلفون ولكن لا يتصارعون، وقال الكل ينصهر فى بوتقة واحدة من أجل مصلحة الوطن، ولا تعلو الأصوات ولا الحناجر ولا نتشاجر، فالكل يعبر عن رأيه بحرية تحت القبة.
وقال للشباب: أنتم تمثلون برلمان الغد، ويعلق عليكم الوطن الأمل فى مواصلة مسيرة برلمانية أسس لها وتأهل من أجلها الآباء الأوائل تواصلون من خلالها مسيرة الديمقراطية فى إطار من حرية الرأى والقبول بالاختلاف والقناعة بتعددية تجعل من المجتمع شركاء فى صنع مستقبل هذا الوطن فى إطار الحفاظ على مبادئ الدستور، وقيم المجتمع وتقاليده الراسخة.
وطالبهم الشريف بالتمسك بروح الحوار والقبول بالاختلاف وأن يعايشوا قضايا الوطن وتعميق معارفهم بتاريخ أمتهم ونضالها والدفاع عن حق الجميع فى التعبير عن رأيه بحرية تامة وأن يجعلوا مصر ومصالحها العليا دائما نصب أعينهم.
فى لقائه اليوم ببرلمان طلائع الجمهورية.. الشريف: تولِّى رجال الأعمال للوزارات ليس عيبًا أو حرامًا.. لا يمكن لأحد منع مياه النيل عن دول المصب.. والمطالبة باستخدام آلة الحرب غباء سياسى
الثلاثاء، 29 يونيو 2010 06:22 م