انتهت القمة الخماسية العربية التى ضمت زعماء ليبيا والعراق واليمن ومصر وقطر وأصدرت مجموعة من التوصيات والتى اعتبرها الخبراء أنها غير فعالة وستلقى فى أدراج الرياح كسابقتها من القرارات والتوصيات التى صدرت فى القمم العربية العادية انتقد سمير غطاس المحلل السياسى، مدير مركز مقدس للدراسات الإستراتيجية توصيات القمة العربية الخماسية العليا التى عقدت فى العاصمة الليبية طرابلس مؤكدا أنها ستتسبب فى أزمة عربية وتثير مشاكل لا حصر لها وتحدث شرخ فى الجدار العربى.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الزعيم الليبى معمر القذافى أراد بهذه القمة ممارسة دوره الزعيم الحصرى للعرب والأفارقة، مشددا على أنه بهذه القمة يثير المشاكل أكثر من حلها.
وقال غطاس إن القرارات التى تضمنتها القمة الخماسية تدل على عشوائية القرارات العربية، متسائلا على أى أسس تم عقد هذه القمة ولماذا هؤلاء الخمسة بالذات لماذا قطر وليس السعودية لماذا العراق وليس لبنان وما هو موقف الرؤساء العرب الذين ليسوا أطرافا فى تلك القمة من هذه التوصيات؟ ألا يدل ذلك على عشوائية الأداء العربى.
وبالنسبة لقرار القمة الخماسية بعقد قمتين عربيتين فى السنة قال غطاس العبرة ليس بكم القمم ولكن العبرة بتنفيذ التوصيات التى تصدرها هذه القمم، مضيفا أن الزعماء العرب يصدرون ترسانة من التوصيات والقرارات معظمها بل تكون منسوخة من القمة التى تسبقها، فالأجدر أن يتابعوا تنفيذ هذه التوصيات من عدمه بدلا من عقد قمم سياسية والاهتمام بالقمم النوعية (قمة اقتصادية، ثقافية، علمية...).
ومن جانبه، قال وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن القمم العربية لا تعود بالنفع ولا تدر أى فوائد لأن العرب لا يجيدون عقد قمة حقيقية ترقى إلى القمم التى تعقد فى دول العالم.
وأضاف أن كل ما يتحدث فيه القادة العرب فى القمم العربية سواء كانت خماسية أو عادية لا يرقى إلى القول بأنه قمة، ضاربا مثالا بعدد الساعات الفعلية لأى قمة عربية، وقال الوقت لا يرقى إلى مناقشة فعالة فى القضايا العربية لكنها عدة سويعات يتحدثون فيها عن أشياء ثم ينصرفون، مشيرا إلى أن القمم النوعية التى أصدرت الخماسية قرارا بعقدها ينطبق عليها القمم السياسية.
وفيما يتعلق بمنظومة العمل العربى المشترك الذى أوصت القمة الخماسية على تفعيله قال عبد المجيد منظومة العمل العربى المشترك التى تناولتها القمة الخماسية كلام فى الهواء ليس له معنى ومن يقترح ذلك يكون بهدف تحقيق أهوائه الشخصية.
وكانت هذه القمة للدول أعضاء اللجنة الخماسية التى شكلتها قمة سرت العربية فى مارس الماضى، قد اجتمعت أمس الاثنين فى العاصمة الليبية بناء على دعوة القذافى رئيس القمة العربية، لإعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربى المشترك تنفيذا لقرار قمة سرت الثانية والعشرين، وذلك بحضور الرئيس حسنى مبارك والشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر والرئيسين اليمنى على عبد الله صالح والعراقى جلال طالبانى، وبمشاركة أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.
وقد صدر عن القمة توصيات أعلنها عمرو موسى فى مؤتمر صحفى عقب ختام القمة، من أهمها، عقد القمة العربية مرتين فى العام، قمة عادية وقمة تشاورية تعقد فى دولة المقر، عقد قمم عربية نوعية تكرس لبحث مجالات محددة، على غرار القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والقمة الثقافية على سبيل المثال عقد قمة تخصص للنهوض بالتعليم والبحث العالمى، إنشاء مجلس تنفيذى على مستوى رؤساء الحكومات أو من فى حكمهم يتولى مهمة الإشراف على تنفيذ قرارات القمم العربية - المجلس الأعلى - والمتعلقة بالمجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك مسئولية الإشراف المباشر على أنشطة وبرامج المنظمات المتخصصة والمجالس الوزارية القطاعية، وكذلك كافة المهام التى كانت موكلة إلى المجلس الاقتصادى والاجتماعى.
وفى السياق ذاته قالت مصادر مطلعة من وفود وزراء خارجية الدول الخمس إن تلك تطوير العمل العربى فى المستقبل يأتى ضمن أولويات القمة الخماسية مؤكدة أن كل ما صدر عن القمة سيعرض على القمة العربية الاستثنائية المزمع عقدها فى أكتوبر القادم فى ليبيا.
