بكين تحذر واشنطن من دخول "جورج واشنطن" البحر الأصفر

الثلاثاء، 29 يونيو 2010 01:01 م
بكين تحذر واشنطن من دخول "جورج واشنطن" البحر الأصفر بكين تحذر واشنطن من دخول "جورج واشنطن" البحر الأصفر
بكين (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية، أن حاملة الطائرات الأمريكية النووية "جورج واشنطن" تتأهب لدخول البحر الأصفر فى غضون الساعات القليلة المقبلة، وذلك للمشاركة فى مناورات عسكرية تجريها القوات الأمريكية مع نظيرتها الكورية الجنوبية.

ونشرت صحيفة "الشعب" الرسمية الناطقة بلسان الحزب الشيوعى الصينى اليوم، الثلاثاء، تقريراً طرحت فيه ثلاث قضايا رئيسية ترتبط بالمناورات العسكرية الأمريكية - الكورية الجنوبية المشتركة فى البحر الأصفر، وما تجلبه حاملة الطائرات الأمريكية من تأثيرات خطيرة على الصين بدخولها البحر الأصفر، وتتمثل هذه القضايا فى (حجم التهديد الذى توجهه هذه الخطوة من جانب الولايات المتحدة للصين، وطبيعة رد فعل الصين، وكيفية التصرف للحصول على أفضل المفعول).

فيما يتعلق بالقضية الأولى، أفادت الصحيفة بأن أسطول حاملة الطائرات "جورج واشنطن" عند دخوله إلى المجال البحرى للبحر الأصفر، فإن المياه الإقليمية بالقرب من سواحل الصين وكامل شمال الصين ومعظم المناطق من شبه جزيرة لياودونغ باتت فى إطار دائرة نصف القطر القتالى للحاملة الأمريكية، مما يعنى أنها تستطيع أن تراقب مراقبة دقيقة كافة تحركات جيش التحرير الشعبى الصينى على طول سواحل البلاد الشمالية الشرقية، وذلك يشكل تهديداً مباشراً إلى الصين ذاتها.

وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن ذلك التهديد الذى يشكله تصرف الولايات المتحدة للصين والمنطقة المحيطة بها، هو بمثابة تقويض للأمن وللاستقرار الإقليمى، وقد يؤدى إلى المواجهة والصراع، وربما يؤدى حتى إلى اندلاع الحرب.

ولفت تشين إلى أنه فى الظروف الراهنة التى تمر بها شبه الجزيرة الكورية، حيث التوتر يبلغ ذروته بين الشطرين الشمالى والجنوبى، ينبغى للأطراف المعنية أن تحافظ على الهدوء وضبط النفس وعدم الإسهام فى تفاقم التوترات أوفى تقويض مصالح الدول فى عموم منطقة شمال شرق آسيا.

وأضاف، على الولايات المتحدة أن تدرك تماماً موقف الصين، وأن القوات المسلحة الصينية لديها العزم والقدرة والوسائل للتعامل مع أسطول حاملة الطائرات العملاق، الذى يجلب التهديد العسكرى المباشر إلى سواحل الصين.

وحول القضية الثانية المتعلقة بكيفية استجابة الجانب الصينى على ذلك التهديد، قالت صحيفة "الشعب" الصينية، إن بكين تولى اهتماماً بالغاً بكافة التقارير ذات الصلة، وتتابع عن كثب تطورات الأوضاع وبمنتهى القلق والانزعاج.

وتابعت: من الحدث نفسه يتضح أن حاملة الطائرات الأمريكية تأتى للمشاركة فى المناورات العسكرية فى البحر الأصفر، وذلك ليس نشاطاً عادياً ولكنه حالة خاصة، ومن المنظور التاريخى فإنه على الرغم من أن حاملات الطائرات الأمريكية كانت تشارك فى مناورات عسكرية عدة مع كوريا الجنوبية واليابان ولكن معظم المياه التى كانت تجرى فيها هذه المناورات العسكرية هى بحر اليابان أو مياه شمال شرقى شبه الجزيرة الكورية، ولكن فى هذه المرة تجرى المناورات فى البحر الأصفر أى الجزء الغربى من شبه الجزيرة الكورية.

وهذه تكاد تكون حاله نادرة، ففى أكتوبر عام 1994 كانت هناك حالة مماثلة عندما شاركت حاملة الطائرات الأمريكية "كيتى هوك" فى مناورات عسكرية أقيمت أيضاً فى البحر الأصفر وطافت فى الطرف الخارجى من المياه الإقليمية الصينية ووصفت آنذاك من قبل المنتقدين فى الصين وسائر دول الجوار الآسيوى بالعمل الاستفزازى.

ورغم تأكيدات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأن المناورات تستهدف بالفعل استعراض القوة، لكن لممارسة التأثير والضغط على كوريا الشمالية فقط، بيد أن الموقع الجغرافى للمناورات يدل على أن هذا التحرك سيؤثر على الصين أيضاً، ومن حقها آنذاك القيام برد الفعل الذى تراه مناسبا حماية لأمنها ولمصالحها - مثلها فى ذلك مثل أى بلد آخر يواجه مثل هذه الحالة - وقد تتضمن ردود الفعل هذه ردود دبلوماسية وإعلامية وعسكرية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى ولو ألغى الجيش الأمريكى هذه الخطوة انطلاقاً من أخذ بعض الجوانب فى عين الاعتبار، فلا يمكن اعتبار ذلك بمثابة شىء من التنازل تقدمه الولايات المتحدة للصين، بل سيكون مجرد تصحيح خطأ أدرك مرتكبه أنه خطأ لأنه يؤثر على استقرار هذه المنطقة ويفضى إلى اندلاع صراع.

وفيما يتعلق بالقضية الثالثة المتعلقة بكيفية تصرف الصين للحصول على أفضل المفعول، حددت (الشعب) أمرين اثنين: أحدهما وجوب إثبات الموقف فى السياسة الخارجية والتعبير عنه بصورة فعالة وبدقة لإبلاغ الطرف الآخر أن تصرفه سيقوض الاستقرار الإقليمى، ويسفر عن المجابهة، حتى يثير الصراع والحرب، مع التأكيد على أن البلد الذى يقع فى هذه المنطقة له كامل الحق فى التعبير عن الاهتمام والقلق والمعارضة والرفض لذلك التصرف، والآخر هو رد فعل عسكرى، فعندما يواجه بلد ما وضعاً مماثلاً، يجب عليه أن يحول الشىء السيىء إلى شىء جيد "إذا أراد أن يحقق أفضل النتائج عسكرياً".

وأوضحت الصحيفة الصينية بالقول "بالنسبة إلى أى بلد يرسل أسطول حاملة الطائرات العملاق إلى مياه يهدد فيها أمن وتربة وسيادة بلد آخر فمن الطبيعى أن يعتبر الطرف الآخر تصرف الطرف الأول بمثابة أهداف التدريب العسكرى للطرف الآخر"، وذلك يعنى أنه إذا أراد طرف القيام باستعراض قوته من خلال إجراء مناورات عسكرية فى مجال طرف آخر، فعليه أن يعى تماماً حقيقة أنه سيصبح هدفاً مباشراً لتدريبات عسكرية يجريها بالمقابل الطرف الآخر وسيحقق فيها أفضل النتائج التى يتعذر تحقيقها فى الممارسات العادية والتدريبات





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة